نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 439
عندها طفشيلا بلحم خنزير و شربت من خمرها و زنيت بها و سرقت كساءها. و قيل لرجل من أين؟فقال من دير ليلى، و زنت درهمين و أكلت رغيفين و شربت رطلين و عملت فردين و لم أبع نقدا بدين. و رؤي شيخ يعفج أتانا يوم الجمعة و كلما ضرطت صلّى على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فقيل له: تنيك أتانا. فقال: عوّضني عنها أختك و أنا أترك الأتان، فقيل له في يوم الجمعة، فقال: تضمنها إلى يوم السبت. فقيل له: و لم تصلي على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فقال لأير يضرط الأتان.
اختلاف الناس في القدر
قالت عامة المعتزلة: إن اللّه يقدر على فعل الظلم و لكن لا يفعل و الدلالة على القدرة على ذلك قوله تعالى: إِنَّ اَللََّهَ لاََ يَظْلِمُ مِثْقََالَ ذَرَّةٍ[1] ، و قوله: وَ لَوْ شََاءَ اَللََّهُ لَأَعْنَتَكُمْ[2] و إنما يتمدح بذلك من قدر على ضده. و قال بعضهم: لا يوصف بأنه قادر على الظلم. و قال بعضهم: لا يقدر على ذلك و قال جهم بن صفوان: إن اللّه تعالى يفعل ما نعتقده ظلما لكنه عدل. و قالت المعتزلة: قدرتنا تصلح للضدين. و قال جهم: تصلح لأحدهما فالكافر لم تجعل له قدرة على الإيمان و المؤمن لم تجعل له قدرة على الكفر.
من ذهب مذهب أحد الفريقين من الشّعراء
قال بعض العلماء: قد ذهب الأعشى مذهب المعتزلة في قوله:
استأثر اللّه بالوفاء و بالعد # ل و ولّى الملامة الرّجلا
و قال صالح بن عبد القدوس:
و لا أقول إذا ما جئت فاحشة # إنّي على الذنب محمول و مجبور
و قال:
لم تخل أفعالنا اللاتي نذلّ بها # إحدى ثلاث خصال في معانيها
إما تفرّد مولانا بصنعتها # فاللوم يسقط عنّا حين نأتيها
فكان يشركنا فاللوم يلحقه # إن كان يلحقنا من لائم فيها
و لم يكن لإلهى في جنايتها # صنع فما الصنع إلا ذنب جانيها
و قال الصاحب:
اصفع المجبر الذي # بقضا السوء قد رضى
فإذا قال لم فعلت # فقل هكذا قضى
الزامات في المناظرة لمن ذهب مذهب المعتزلة
قال أبو العتاهية لثمامة: أ لا ترضى من خلق المعاصي ربا قال لا و لا عبدا. و حضر