نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 435
الأجناس من الظلمة لما خالطت أجناس النور عمد النور فبنى فيها عشر سماوات و ثمان أرضين و عمد إلى أكابر الشياطين فشدهم في السموات و كبس العفاريت تحت الأرض و وكل ملكا بإدارة السموات ليشد ما فيها فيمنعها من الصعود إلى النور، و وكل ملكا بحمل السماوات و آخر بحمل الأرضين و وكل الجو بأسفل الأرض إلى أعلى السموات.
و قالت المجوس: الأشياء شيئان قديمان سميعان بصيران، و زعموا أن اللّه كان وحده و لا شيء معه فلما طالت وحدته فكر فتولد من فكرته أهرمن و هو إبليس، فلما مثل بين يديه أراد قتله فامتنع عليه و سالمه إلى غايته، و زعموا أن العالم جوهر و الظلمة و النور فيه غريب مجتاز، و زعموا أن للثلاثين يوما كل يوم ملائكة إلا أهرمن فإن اللّه تعالى قالوا و كل ما يقرب من أهرمن من الأيام فهو أقرب منه في المنزلة.
و عظموا النار لكونها من جنس النور و زعموا أن العذاب في الجحيم البرد لأنه لما جاء زردشت إلى بلخ و ادعى بها النبوة كان البرد فيها يعظم. و زعموا أن كل مؤذ من خلق أهرمن و كل نافع من خلق اللّه. و قالوا الفأرة من خلق اللّه و الهرة من خلق الشيطان.
و زعموا أن سنورا لو بال في البحر يقتل عشر آلاف سمكة و السمك أحق أن يكون من خلق الشيطان لأنه يأكل بعضه بعضا و يأكل من غرق من الناس، و شرّع لهم نيك الأمهات و التوضؤ ببول البقر لما رآهم في غاية الغباوة.
و قالت السوفسطائية الأشياء على الحسبان نظنها ظنا و لا نعرف لها حقيقة استدلالا بأنا نرى الأشياء في المنام كما نراها في اليقظة، فلا ندري العالم قديم أم محدث. و أما البراهمة فاختلفوا فمنهم من قال بقدم العالم، فقال: المدبرات هي النجوم، و من قال محدثة. غير أنهم نفوا النبوات.
و أما عبدة الأصنام من العرب فقد أثبتوا الصانع قديما و الأشياء محدثة و زعموا أن ذلك يقربهم إلى اللّه، و قالوا: إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت و نحيا و ما يهلكنا إلا الدهر. و الفلاسفة يثبتون أشياء كثيرة ثم يسمون واحدا منها ملك الأملاك و يجعلونه رأسا على ما يعبدون.
اختلاف أهل الكتب غير الإسلام
فمنهم اليهود فعامتهم جعلوه لحما و دما كمقالة مقاتل بن سليمان. و قال أبيض الرأس و اللحية، و السامرية لا يشبه شيئا و الأصبهانية عزير ابن اللّه، و عامة اليهود تقول ذلك لا على معنى يعقل. و قالوا ذلك من أجل أن بختنصّر لما هدم بيت المقدس و قتل قراء التوراة كان عزير صغيرا فلم يقتله، ثم مات عزير ببابل و رجع بنو إسرائيل إلى بيت المقدس، و لم يكن معهم أحد ليجدد لهم التوراة، فلما بعث اللّه عزيرا أتاهم، و قال: أنا عزير فكذبوه، و قالوا:
إن كنت إياه فأمل علينا التوراة ففعل، فقال بعضهم أبي حدثني أن التوراة جعلت في خابية و دفنت في أصل كرم لنا فانطلقوا فاستخرجوها و نظروا فإذا هو لم يغادر منها شيئا، فقالوا:
ما قدر على هذا إلا و هو ابن اللّه تعالى اللّه عما يقولون علوا كبيرا.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 435