responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 419

و قال عمر بن عبيد اللّه لرجل: عظني، فقال: قد قطعت عامة سفرك فإن استطعت أن لا تضلّ في آخره فافعل. و قال المؤلف و أنا أقول: قد ضللت عامة سفري فإن لم يهدني اللّه فويل لي. ختم اللّه لي بخير و لمن كتب، و قرأ. و قال مصعب بن الزبير: ادفع سطوة اللّه بسرعة النزوع و حسن الرجوع و يوشك أن المنايا تسبق الوصايا.

الحثّ على الاستغفار و اختلاط سيّئ الأفعال بالحسن‌

قال صلّى اللّه عليه و سلّم: ما أصر من استغفر و إن عاد في اليوم خمسين مرة. و قال بعضهم: حق على المؤمن أن يقتدي بأبويه في قولهما: رَبَّنََا ظَلَمْنََا أَنْفُسَنََا [1] الآية، و بما قال نوح عليه السلام:

و إلا تغفر لي و ترحمني أكن من الخاسرين. و قوله تعالى: خَلَطُوا عَمَلاً صََالِحاً [2] الآية.

و قال أمير المؤمنين: العجب لمن يقنط و معه النجاة الاستغفار. و قيل: لا صغيرة مع الإصرار و لا كبيرة مع الاستغفار. و قال عمر رضي اللّه عنه: لم أر أشد طلبا و أسرع دركا من حسنة حديثة لذنب قديم. و قيل لرجل أ لا تأتي إلى الحسن لتسمع منه؟فقال: أنا مشغول بذنب أستغفر منه و بنعمة أشكر عليها فمتى أتفرغ لإتيانه. و سئل بعض المجان كيف أنت في دينك؟قال: أخرقه بالمعاصي و ارقعه بالاستغفار. و قال بزرجمهر: أيها السلاطين لا بدّ لكم من المعاصي الكبار فافعلوا بإزائها طاعات عظيمة، أيها الأوساط يمكنكم الطاعات العظيمة كالمصالح التي لا يقدر عليها إلا السلطان فلا تركبوا المعاصي الكبيرة.

النّهي عن الاستغفار ما لم يصاحبه الفعل‌

سمع مطرف رجلا يقول: أستغفر اللّه و أتوب إليه فأخذ بذراعيه و قال: لعلك لا تفعل و من وعد فقد أوجب. و قال أبو عبد الرحمن سمعني راهب أقول أستغفر اللّه فقال يا فتى سرعة اللسان بالاستغفار توبة الكذابين و يدل على ما قاله صلّى اللّه عليه و سلّم: المستغفر باللسان المصر على الذنب كالمستهزئ بربه. و قيل: الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين، و قال الربيع بن خيثم:

لا يقولن أحدكم أستغفر اللّه و أتوب إليه فيكون ذنبا جديدا إذا لم يفعل، و لكن ليقل: اللهم تب عليّ و اغفر لي، فقيل لم. فقال: انته عما ينهاك عنه فإنّه يغفر لك.

تحذير من دنا أجله و ساء عمله‌

اجتمع فيلسوف الروم و حكيم الهند و بزرجمهر عند كسرى فتذاكروا في شر الأشياء. فقال الرومي: الهم يقترن به العدم و قال الهندي: سقم البدن و دوام الحزن. و قال بزرجمهر: دنو أجل و سوء عمل، فحكم له. و دعا بعض الصالحين، فقال: اللهم اجعل خير عملي ما ولي أجلي و قال آخر: أعوذ باللّه من وقوع المنية و لما أبلغ الأمنية، و قال ابن أبي البغل:

أستغفر اللّه من عمر أضعت به # حظّي من الذكر في قال و في قيل


[1] القرآن الكريم: الأعراف/23.

[2] القرآن الكريم: الأعراف/190.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست