responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 411

أ مؤمن أنت؟فقال له: إن كنت تريد قول اللّه تعالى: آمَنََّا بِاللََّهِ وَ مََا أُنْزِلَ عَلَيْنََا [1] فنعم به نتناكح و به نتناسل و به حقنا دماءنا، و إن كنت تريد قوله: إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ اَلَّذِينَ إِذََا ذُكِرَ اَللََّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [2] ، فما أدري أنا منهم أم لا؟ و سئل الفضيل عن الورع فقال: اجتناب المحارم. و قيل لأبي هريرة: صف لنا التقوى، فقال: إذا دخلت أرضا فيها شرك كيف تصنع؟فقال: أتوقى و أتحرز، فقال: فاتّق من الدنيا هكذا، فهذه التقوى. أخذه ابن المعتز، فقال:

كن مثل ماش فوق أر # ض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرنّ صغيرة # إن الجبال من الحصى‌

و قيل: ليس الإيمان بالتحلّي و لا التمني، و لكن ما وقر في القلب و صدقته الأعمال، و أتى النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بجارية فقيل له: هل تجزي هذه عن العتق؟فقال صلّى اللّه عليه و سلّم: أين ربّك؟فرفعت يدها إلى السماء فقال لها: من أنا؟قالت: رسول اللّه، قال: أعتقها فإنها مؤمنة.

حقيقة التقوى‌

قيل: هي الامتناع من المحرّمات. و قيل: تغيّب المولى في قلوب أوليائه يحثّهم على الخير و يمنعهم من الشر. و قال الحارث: هي انتهاء الجوارح عما نهى اللّه تعالى عنه إلى ما أمر به. قال اللّه: إِنَّ اَلْمُتَّقِينَ فِي مَقََامٍ أَمِينٍ [3] . و قال عمر بن عبد العزيز: ليست التقوى قيام الليل و لا صيام النهار و التخليط فيما بين ذلك، و لكنّ التقوى ترك ما حرم اللّه، و أداء ما افترض اللّه، فمن رزق خيرا بعد ذلك فهو خير.

و سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: من آلك؟فقال: كلّ تقي ألا أن أولياء اللّه هم المتّقون.

حقيقة المحبة و علاماتها و أحوالها

قال يحيى بن معاذ رحمه اللّه: حقيقة المحبّة لا يزيدها البرّ و لا ينقصها الجفاء و قال صلّى اللّه عليه و سلّم: إذا أحب اللّه عبدا جعل له واعظا من نفسه و زاجرا من قلبه يأمره و ينهاه. و قال إن اللّه تعالى يقول: ما تقرّب إليّ عبدي بشي‌ء أحب إليّ من أداء ما افترضت عليه و إنّ عبدي لا يزال يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه فإذا أحببته كنت له سمعا و بصرا إن دعاني أجبته و إن سألني أعطيته.

و قال جعفر إذا أحبّك اللّه سترك و إذا أحببته شهرك.

و قال: إذا أحبك أنامك و إذا أحببته أقامك، فهذا هو الفرق بين المريد و المراد.


[1] القرآن الكريم: آل عمران/84.

[2] القرآن الكريم: الأنفال/2.

[3] القرآن الكريم: الدخان/51.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 2  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست