نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 395
قال اللّه تعالى: قُلْ مَتََاعُ اَلدُّنْيََا قَلِيلٌ[1] و قال تعالى: إِنَّمََا مَثَلُ اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا كَمََاءٍ أَنْزَلْنََاهُ مِنَ اَلسَّمََاءِ[2] و قال المنصور لما حضرته الوفاة: بعنا الآخرة بنومة. و قال شاعر:
إنّما الدنيا كرؤيا ساعة # من رآها فرّحته و انقضت
و قال آخر:
أراها و إن كانت تحبّ فإنها # سحابة صيف عن قليل تقشع
و قال أعرابي: ما كانت الدنيا على بني فلان إلا طيفا لما انتبهوا ولى عنهم.
و قال العلوي الكوفي:
مررت بدور بني مصعب # بدور السرور و دور الفرح
فشبّهت سرعة أيامهم # بسرعة قوس يسمّى قزح
تلوّن معترضا في السّماء # فلمّا تمكّن منها نزح
الماضي من الحياة و الحاضر و المستقبل
قال حكيم: أمسك ماض و يومك ممثّل و غدك مبهم. و قال الحسن: أمس أجل و اليوم عمل و غدا أمل.
و قال أبو العتاهية:
أرى الأمس قد فاتني ردّه # و لست على ثقة من غد
و قال أبو حازم: بيني و بين الملوك يوم واحد أما أمس فلا يجدون لذّته و لا أجد شدته، و أما غد فإني و إياهم منه على خطر، و ما هو إلا اليوم فما عسى أن يكون.
التحذير من تضييع الأيام
قال عبد اللّه بن المبارك في قوله تعالى: وَ لاََ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ اَلدُّنْيََا[3] أي اعمل في الدنيا لآخرتك. و قيل: من لعب في عمره ضيّع أيام حرثه و إذا ضيع أيام حرثه ندم عند حصاده.
و قال الحسن: ما وعظني شيء مثل ما وعظني كلام الحجّاج في خطبته: إن امرأ ذهبت عنه ساعة من عمره في غير ما خلق له لحقيق أن تطول حسرته يوم القيامة. و قال حكيم: الليل و النهار يعملان فيك فاعمل فيهما و قال رجل لداود الطائي: ما ترى أن أتعلم الرمي؟فقال: حسن و لكن إنما هي أيامك فافنها فيما شئت.