نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 220
الحدّ الخامس عشر في التزويج و الأزواج و الطلاق و العفة و التديّث
(1) ممّا جاء في النكاح و الطلاق و أحوال الأزواج و سياستهن
حثّ الرجل على التزوّج
قال اللّه تعالى: فَانْكِحُوا مََا طََابَ لَكُمْ مِنَ اَلنِّسََاءِ مَثْنىََ وَ ثُلاََثَ وَ رُبََاعَ[1] . و كان الحسن بن علي رضي اللّه عنهما مطلاقا مذواقا، فقيل له في ذلك فقال: إن اللّه تعالى علق بهما الغنى فقال و أنكحوا الأيامى منكم و الصالحين من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله. و قال: و إن يتفرقا يغن اللّه كلا من سعته فأنا أتزوج للغنى و أطلق للغنى.
و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لرجل: أ لك زوج؟قال: لا، قال: و أنت صحيح سليم؟قال: نعم.
قال: إنك إذا من إخوان الشياطين إن شراركم عزّابكم و إن أراذل موتاكم عزّابكم. إن المتزوجين هم المبرءون من الخنا و الذي نفسي بيده ما للشيطان سلاح في الصالحين من الرجال و النساء أبلغ من ترك النكاح.
قال شاعر و أجاد:
إذا لم يكن في منزل المرء حرّة # تدبّره ضاعت مصالح داره
و في رواية
رأى ضيعة فيما تولى الولائد
الحثّ على التزوج أيام الشباب
مر ملك من ملوك العجم بشيخ يعمل في أرض فقال له: أيها الشيخ هلا أدلجت فيكون من ذلك ما يكفيك؟فقال: أدلجت و لكن القضاء لم يدلج فقال: أكتم كلامنا هذا حتى تراني ثم انصرف الملك فأحضر وزيره و قال: ما معنى كلام الشيخ؟، قيل له كذا فأجاب بذا و قد أنظرتك حولا. فجعل الوزير يسأل الناس و لا يجيبه أحد حتى وقع بالشيخ فسأله فقال له: إن الملك استكتمني الأمر حتى أراه فبذل له عشرة آلاف درهم فقال: إنه