نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 208
و من الموصوف بالسرقة شيبان بن شهاب كان يجمع القراد [1] في دبة فيأتي بها عطن الابل إذا استقرت فيه فيفتحها ثم يرسلها فتتبدد الإبل فيسرقها، و منه قال الشاعر:
و أوصى جحدر قدما بنيه # بإرسال القراد على البعير
أصناف اللصوص
قال عثمان الخياط: السارق في الحضر و السفر خمسة: المحتال، و صاحب ليل و صاحب طريق، و النبّاش و الخنّاق. فالمحتال اسم لمن لا يعمل إلا بحيلة و لا يقتل فهو لا يعرف بالصبر و النجدة، و اللصوص يبهرجونهم و لا يستصحبونهم.
و أما صاحب الليل فالنقاب و المتسلّق و المكابر و أشباه ذلك. و النبّاش معروف و أما الخنّاق فما منهم واحد إلا و هو صاحب بعج و رضخ. و الرضخ إنما يكون في الأسفار و يصحب الرجل المنفرد من الرفقة و معه حجران أملسان ملمومان قدر ملء الكف فإن قدر عليه ساجدا أو نائما و إلا فقائما فيعمد إلى صماخه و لا يخطئ و أكثرهم لا يرضى إلا بالقتل مخافة المطالبة.
و تعيّن [2] ناس منهم شيخا معه مال و كان لا ينزل إلا بين القوم، فلما أعياهم أمره و كادوا يبلغون المنزل و خافوا الفوت وجدوا تشاغلا من القوم فألقى أحدهم الوتر في عنقه و غطاه بثوبه و أذن في أذنه فأخذ المخنوق يخور فاجتمع القوم، فقالوا: ما لكم و الرجل خلّوا عنه. فقالوا: سلوا ربكم العافية و تباعدوا عنه فإنه إذا أفاق و رآكم استحيا فلمّا رأوه قد برد قالوا: دعوه قد نام و في النوم راحته و لما تفرق القوم أخذوا المال و تركوه.
و من الخنّاقين من يحمل الرجل إلى داره بحيلته فإذا ألقى الوتر في عنقه ضرب أصحابه الطبل و الصنج و تصايحوا كما يفعل النساء في البيوت ليخفى صوته.
العين و المؤتى و الشاغل و الطراز. فالعين الذي يلزم الصيارف يتأمل كل مال محمول يأتي السفن فيتعرف موضع الحرز، و يأتي دار قوم يتطلب أنه يتوضأ فيتعرّف خزائنهم، و الموضع الذي يقصدون منه.
و المؤتي الذي يتولى البيع و الابتياع لهم و يجعل عند ذلك كأنه أمير قرية أو زعيم محلّة.
و الشاغل هو الذي يشغل القوم عن اللص. و الطراز إذا ظفروا به يجيء اللص فيضربه ما لا يضربه السلطان. و يقول هذا و اللّه صاحبي هو الذي ذهب بمالي و يضربه و يحتال بذلك حتى يتشاغل عنه القوم فإذا تشاغلوا عنه أفلته و تأسّف مع القوم.