و قال آخر:
رأيتك لما نلت مالا و عضبا # زمان نرى في حدّ أنيابه شغبا
جعلت لنا ذنبا لتمنع نائلا # فأمسك و لا تجعل غناك لنا ذنبا
قال محمود:
و كنت أخي أيام عودك يابس # فلمّا اكتسى و اخضرّ صرت مع الدّهر
و لآخر:
ابتاع ودّي و هو ذو عسرة # حتّى إذا نال الغنى باعه
و كتب المعروف بالزغل إلى بعض السلاطين:
رآني بعين النّقص أن صار ذا غنى # و أغفل قبل اليوم نقص يديه
و ما نال إلا حظّه غير أنّه # توهّم أن الرزق صار إليه
فكله إلى مرّ الليالي و صرفها # ستأتي على ما عنده و عليه
صديقك من يرعاك عند شديدة # فكلّ تراه في الرّخاء مراعيا
فلا يغرّنك إخوان تعدّهم # أنت العدوّ لمن كلّفته حاجة
*ذمّ من تكبّر على أصدقائه لغناه و سلطانه
قال صالح بن عبد القدوس [1] :
تاه على إخوانه كلّهم # فصار لا يطرف من كبره
أعاده اللّه إلى حاله # فإنّه يصلح في فقره
قال الخوارزمي [2] :
وصلتك بالسّلطان حتّى إذا اعتلى # مكانك و استمكنت لم تملك الحقدا
كمقتدح نارا بزند لحاجة # فلما تلظّت ناره أحرق الزّندا
*تغيّر الإخوان في حال العلاء
قال زياد: إذا كان لك صديق فولى ولاية و بقى لك واحد من عشرة، فليس بصديق سوء.
[1] صالح بن عبد القدوس: (توفّي نحو 777) من شعراء بغداد صلبه المهدي لزندقته اشتهر بقصيدته الزينبية أكثر شعره في الحكمة.
[2] الخوارزمي: أبو عبد اللّه (توفّي 997) باحث عالم من أهل خراسان أوّل من ألّف موسوعة بالعربيّة هي «مفاتيح العلوم» .