نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 2 صفحه : 116
إسقاط الجوى بإظهار الشكوى
قال أبو العتاهية:
إن المحبّ إذا ترادف همّه # يلقى المحبّ فيستريح إليه
و قال:
و أبثثت عمرا بعض ما في جوانحي # و جرّعته من مرّ ما أتجرّع [1]
الاستراحة بإظهار الهوى
و لا بدّ من شكوى إلى ذي حفيظة # إذا جعلت أسرار نفس تطلع
و قال بعضهم: ما رأيت أظرف و أغزل و أهجن من صاحبة يوسف عليه السلام حيث قالت: أنا راودته عن نفسه، ثم قالت ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب، قال محمد بن أبي عيينة:
تجنّب مئونات التدمّث و العقل # بعينك فانظر ما تلذّ و تستحلي [2]
قال المتنبّي:
و ألذّ شكوى عاشق ما أعلنا
قال الصاحب:
صرّحت في حبّي عن مشكله # و لم احتيج فيه إلى عذله
و بحت للعالم باسم الهوى # فليقعد المغتاب في منزله
إظهار الهوى و امتناعه من أن يخفى
قال شاعر:
من كان يزعم أن سيكتم حبّه # حتّى يشكك فيه فهو كذوب
و إذا بدا سرّ اللبيب فإنّه # لم يبد إلا و الفتى مغلوب
الحبّ أغلب للفؤاد بقهره # من أن يرى للسرّ فيه نصيب
قال محمد بن طاهر:
يا كاتمي خيفة الواشي محبته # إنّي و حقّك أقراه من النظر [3]
قال سلم الخاسر:
و لي عند رؤيته روعة # تحقّق ما ظنّه المتهم
قال إسحاق الموصلي:
إنّ المحبّ يرى التوقّر سترة # فإذا تحيّر في الهوى لم يبصر
[1] أبثثته بعض ما في جوانحي: كاشفته بالذي في نفسي، و الجوانح الحنايا و الضلوع.
[2] تجنّب: تحاش-التدمث: من دمث له الحديث إذا مهّده أو ذكره-تستحلي: تشتهي ما هو حلو.