قال بشار: ذهب و اللّه بيتي فهو أخف منه و أعذب لا أكلت اليوم و لا شربت، و لما ولي يزيد بن عبد الملك بن مروان الخلافة أراد أن يتشبه بعمر بن عبد العزيز فشق على حبابة فأرسلت إلى الأحوص و قالت أنشده:
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلّدا
فلما بلغ:
هل العيش إلا ما تلذ و تشتهي # و إن لام فيه ذو الشّنار و فنّدا [2]
قام يزيد و هو يقول: هل العيش (البيت) حتى دخل على حبابة.
من تشكك رقيبه في غير محبوبه
قال العباس بن الأحنف:
قد سحب الناس أذيال الظّنون بنا # و فرّق الكلّ فينا قولهم فرقا
فكاذب قد رمى بالظنّ غيركم # و صادق ليس يدري أنّه صدقا
و قال آخر:
قوم رموا غير من أهوى بظنّهم # و آخرون أصابوه و ما شعروا
المسرة بغيبة الرقيب و التمكّن من الحبيب
غاب الأمير أدام اللّه نعمته # و غاب همّ كفاني اللّه هيبته
غابا و قد غادرا لصّ الهوى فرحا # بنيل ما كان يشكو منه خيبته
لمّا تمكنت من بزّ لأسرقه # هربت خوفا و ما حركت عيبته [3]