و قال:
تركت النوم للنوّا # م إشفاقا على عمري
قال ابن نباتة:
فتى يتجافى قلّة النوم جفنه # كأنّ لذيذ النوم في جفنه قذى
أطرفك ساه أم فؤادك عاشق # يغار على عينيك من سنة الكرى [1]
و من سهرت في المكرمات جفونه # رعى طرفه في جوفها أنجم العلى
و لبعض القدماء:
يبيت مسهرا يرعى الهوينا # إذا ما النوم عانقه الدثور [2]
ابن المعتز:
أنا من تعلمون أسهر للمجد # إذا غطّ في الفراش لئيم
و في تركه أي النوم، قال شاعر:
و لذ كطعم الصبر خدي طرحته # عشية خمس القوم و العين عاشقه
و قيل سورة النوم و الجوع و العطش ساعة فإذا صبرت تجاوزتك. و ضدّه قلة النعاس تذهب بالعقل و النوم يزيد فيه.
الممدوح بقلّة النوم
قال شاعر في ابنه:
أعرف منه قلّة النّعاس # و خفة في رأسه من راسي
و في الذئب:
ينام بإحدى مقلتيه و يتّقي # بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع
المستولى عليه النوم
قيل أنوم من فهد:
و معرّس نبهته من نومه # فكأنّما نبّهت فهد البيد
أبو نواس:
كأنّ أرؤسهم و النوم واضعها # على المناكب لم تعمد بأعناق
و قيل: أصل النوم كثرة الشرب و كثرة الشرب من كثرة الأكل.
[1] الكرى: النوم.
[2] الدّثور: مصدر دثره غطّاه بالدثار و هو الثوب الذي يستدفأ به، و الدّثور الكسلان.