و قال بعضهم: موطنان لا آنف من الحصر فيهما، إذا شكوت إلى محبوبي عشقي، و إذا سألت حاجة لنفسي.
المحسن في كلامه ابتداء و المسيء انتهاء
تكلّم ابن ثوابة ثم غلط في آخره فقال أبو العيناء: ترفعت حتى خفتك ثم تخفّضت حتى عفتك.
و تكلم رجل فأحسن ثم أعاد فأساء، فقال له أعرابي أنك تسترجع محاسنك.
وصف كلام غير مفهوم
قال اللّه تعالى: -حكاية عن فرعون- أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هََذَا اَلَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَ لاََ يَكََادُ يُبِينُ [1] .
قال الشاعر:
قلت لمّا بدا يجمجم في القو # ل و يهذي كأنّه مجنون [2]
أنت حقا شبيه ما ذكر اللّه # مهين و لا يكاد يبين
و قال محمد بن صالح:
يهوي إليّ بأقوال يلفّقها # فلا أعي منه شيئا و هو يسمعني [3]
يلقى صداي صفير الطير من فمه # مخاطبا و هو إنسان يكلّمني
المستقبح إنشاده
قال عبد اللّه بن معاوية:
يزين الشعر أفواه إذا نطقت # بالشعر يوما و قد يزرى بأفواه [4]
و قال أبو خليفة:
كأنّ الشعر من فيه إذا تمّت # قوافيه كنيف قد خرى فيه
ذمّ من يطول سكوته عيّا
يا صنما في الصّمت لا في الحسن
و وصف رجل آخر فقال: يصلح لصدور المجالس، و نظم المحافل ما لم يكن كلام.
كلمات لأهل العيّ
قال الحجّاج لأبي الجهمة النخّاس: أ تعيب الدواب المعيية من جند السلطان؟فقال:
[1] القرآن الكريم: الزخرف/52.
[2] يجمجم الكلام: لم يبيّنه-يهدي: من الهذيان و هو الكلام غير المعقول بسبب فرص أو جنون.
[3] لفّق الأقوال: موّهها و زخرفها بالباطل.
[4] يزرى: يقال أورى به عابه و وضع من حقه و احتقره و استحق به.