و صفعان يجود بأخدعيه # و يصفع نفسه في الصافعينا [2]
كهدم المشركين بيوت سوء # بأيديهم و أيدي المؤمنينا
و مما يدخل في باب الصفع، خاطر رجل على أن يصفع المطلب الهاشمي بباب الطاق فيشكره المطلب على ذلك، فوقف يوما على طريقه و صفعه من خلفه في النقرة، و قال: العقرب العقرب و كان معه عقرب منزوع الحمة فلما رأى المطلب العقرب شكره، و قال: جزيت خيرا فلو لا أنت لدغتني.
وصف ثقيل
ما الحمام على الإصرار و حلول الدين مع الإقتار [3] و شدة السقم على الأسفار بأثقل من لقاء فلان. و قال رجل لأبيه يا أبت: حدثني مستملى أبي حنيفة أن أبا حنيفة قال: إني ثقيل، فقال: يا بنيّ أنت ثقيل بالإسناد. وصف آخر ثقيلا، فقال: هو ثقيل جاهل بثقله و الثقيل إذا علم أنه ثقيل فليس بثقيل. قال شاعر:
و فسر سعيد بن المسيب قول اللّه تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذََلِكَ زَنِيمٍ[5] ، إنه ثقيل لغير رشده. و قال إنسان لأحمد بن أبي خالد: لقد أعطيت ما لم يعطه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم، فقال له:
لئن لم تخرج من ذلك لأقتلنّك، فقال: إن اللّه تعالى قال لنبيّه: وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ اَلْقَلْبِ