وصف حمرتها
قال أبو نواس:
أقول لما تحاكيا شبها # أيّهما للتشابه الذّهب
هما سواء و فرّق بينهما # أنّهما جامد و منسكب
و أخذه ابن المعتز، فقال:
و خمارة من بنات المجوس # ترى الزقّ في بيتها شائلا [1]
وزنّا لها ذهبا جامدا # فكالت لنا ذهبا سائلا
وصف الخمر و شاربها
قال الحسين بن الضحّاك، أنشدت أبا نواس:
كأنّما نصب كاسه قمر # يكرع في بعض أنجم الفلك
فأنشدني:
إذا عبّ فيها شارب القوم خلته # يقبّل في داج من الليل كوكبا
فقلت: يا أبا علي، هذه مثل ما أنشدتكه، فقال: أ تظن أن يروى لك بيت حسن، و قد أحسن القائل:
و كأنّه و الكاس في يده # قمر يقبّل عارض الشّمس
وصفها بالصّلابة
قال أبو تمّام:
إذا اليد نالتها بوتر توقّرت # على ضغنها ثم استقادت من الرجل [2]
و أخذه من عطاء:
أسروها وجه النهار من الـ # دنّ فأمسوا و هم لها أسراء
و نحوه لديك الجن:
فظلنا بأيدينا نتعتع روحها # و نأخذ من أقدامنا الرّاح ثارها
و قال آخر:
قهوة تترك الحليم سفيها
و قال أحمد بن طاهر:
ما تمّ منها ثلاثا قطّ شاربها # إلا رأى عقله منه على سفر
[1] شائلا: قل ماؤه.
[2] الضغن: الحقد-استقاد منه: طلب منه، يقال استقاده فأقاده أي طلب منه قتل القاتل ففعل.