نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 758
من لا يحتشد لضيفه إلاّ بعد حضوره
قال شاعر:
خاف الضياع على شيء يعجله # من المآكل إن أصحابه ثقلوا
فما يقلّ على العجلان برمته # حتّى يرى أنّهم في الدار قد حصلوا [1]
و حكى عن بعض البخلاء أنه رؤي في داره جمل قد نبر و جعل سميطا، و هو يجول في داره، قال فسألته عنه، فقال: إنا دعونا قوما فخفنا أن يتأخروا فجعلنا الجمل على هذا لكي إن حضروا سهل إصلاحه و إن تأخروا لم يلحقنا ضرر بذبحه.
من قلّ في دعوته الطّعام
أكل رجل مع بعض الهاشميين فكان على مائدته أرغفة متبدّدة، فلما فرغ من رغيفه، قال: يا غلام فرسي، فقال الهاشمي: و ما تصنع به قال أركبه إلى ذلك الرغيف. و قال وهب بن شاذان:
مات في عرس سليما # ن من الجوع جماعه
مات أقوام و قوم # علموا فيه القناعه
لم يكن ذلك عرسا # إنما كان مجاعه
و قال بعضهم: من ضاف فلانا استغنى عن الكنيف و أمن التخمة.
قال محمد بن يوسف:
أ بني سعيد إنكم من معشر # لا يعرفون كرامة الأضياف
قرنوا الغداء إلى العشاء و قرّبوا # زادا لعمر أبيك ليس بكاف
بينا كذلك جاءهم كبراؤهم # يلحّون في التبذير و الإسراف
و أضاف رجل أعرابيا فلم يأته بشيء يأكله، حتى غشى عليه من الجوع، فأخذ يقرأ عليه القرآن، فقال:
لخبز يا أخي عليه لحم # أحبّ إليّ من حسن القرآن
تظلّ تدهده القرآن حولي # كأنّي من عفاريت الزّمان [2]