أبا أحمد لست بالمنصف # و مثلك إن قال قولا يفي
فأنجز فديتك ما قد وعدت # و إلا هجوت و أدخلت في
النعمة الممطولة في حكم الممنوعة
قال الكندي:
كلّ برّ يشوبه كدر المط # ل حقيق بأن يكون عقوقا [1]
و قال آخر:
لا تقضينّ حاجة أثخنت صاحبها # بالمطل منك فتضحي غير محمود
ليس يستوجب شكرا رجل # نلت منه الخير من بعد سنه
استقباح مطل قادر
قال ابن الرومي:
ألا ليت شعري لم مطلت مثوبتي # و لم تؤت من بخل و لم تؤت من عسر
ما أقبح المطل من أخي كرم # و عيب من قلّ عيبه شنع
و قال جحظة البرمكي:
إذا كانت صلاتكم رقاعا # تخطط بالأنامل و الأكفّ [2]
و لم تكن الرقاع تجرّ نفعا # فها خطي خذوه بألف ألف [3]
و قال العطوي:
هذي رقاعكم بالرفد وافدة # و ليس فيها بحمد اللّه توفير
أمضيت عزمك في تضييع حرمتنا # فليس عندك في التقصير تقصير
الحامد مطل واعده
و لم يمطل جواد قطّ إلا # أتاك جداؤه ضخم السّواد [4]
إذا ما حامل جرت بحمل # أجلّت شخصه عند الولاد
[1] العقوق: الاستخفاف و المنع.
[2] الرقاع: جمع رقعة، و هي القطعة من الورق أو الجلد يكتب عليها. و الرقاع أيضا: قطعة النسيج التي يسدّ بها خرق الثوب.
[3] ضخم السواد، السواد: المال الكثير.
[4] الجداء: النفع-السيب: العطاء-الجهام: السحاب الذي لا ماء فيه.