نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 651
و له:
فعلام أمنع واجبا # و علام أمطل سرمدا
قال ابن وهب: كان ميعاده الخميس و قد مر خميس لوعده و خميس آخر:
إلى كم تمنّيني بعود و إنّما # خراب بيوت المملقين بعود
و قال ابن أبي فنن:
يقول لنا في الجمعة السبت موعد # و هل جمعة إلا و من بعدها سبت
و قال الخوارزمي:
إذا أضحى فموعده مساء # و إن أمسى فموعده ضحاء
من خاف أن يموت قبل قضاء حاجته لفرط مطله
قيل لمزبد: اصبر فالفرج قريب، فقال أخاف أن يجيء الفرج فلا يراني. و قال معاوية ابن أبي أيوب:
أعلى الصراط تريد رعية حرمتي # أم في الحساب تمنّ بالإنعام
و قال ابن الرومي:
طال المطال متى الوفاء فلا خلو # د فحاجة أو برد يأس ينقع
و اعلم بأني لا أسرّ بحاجة # إلا و في عمري بها متمتع
و قال آخر:
مواعد منك لا يقضي القضاء لها # أخاف أن ينقضي من قبلها أجلي
و وعد رجل أبا العيناء دابة فأخّرها، فكتب إليه: إن كانت الدابة التي وعدتني بها دابة الأرض فقد مضى خبرها مع منسأة سليمان، و إن كانت دابة الصفا انتظرنا خبرها مع سابق الحاج، و إن كانت من دواب الدنيا فقد جاز عمر وعدك عمر الدواب، فهيّئ لي غيرها، و إن كانت دابة تدفعها إليّ في الآخرة فإن اللّه تعالى يقول: لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ[1] .
ذمّ من لا يعد و لا يفي
قيل: من بذل لك حلو مقاله و مر نواله فهو العدو بعينه، أحسن العدّة و أطال المدّة.
و قيل: لسانه عامر بالوعد و كفه غامر عن الرفد، و أنشد:
علام قلت نعم حتّى إذا وجبت # أتبعت لا بنعم ما هكذا الجود
و قيل لأبي العيناء: كيف تركت فلانا مع قومه؟قال يعدهم و يمنيهم و ما يعدهم الشيطان إلا غرورا. و قال أعرابي: أما الكلام فما أوسع له فمكم و أما الفعال فرجلي معه في است أمكم.