responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 649

النّهي عن تكثير الوعد

قيل: من كثر وعده و وعيده اجترأ عليه صديقه و عدوّه. و قيل للمهلّب: بم سدت؟ فقال: بإيثاري فعل ما أحمد بن على بذل الوعد.

الحثّ على الإنجاز أو ترك الوعد

قال المثقّب:

لا تقولنّ إذا ما لم ترد # أن تتم الوعد في شي‌ء نعم

فإذا قلت نعم فاصبر لها # بنجاح الوعد إن الخلف ذم

إن «لا» بعد «نعم» فاحشة # فبلا فابدأ إذا خفت النّدم‌

و قال الموسوي:

إيّاك أن تسخو بوعد # ليس عزمك أن تفي به‌

عتب من يعد و يمطل‌

لا خير في وعد مبسوط و إنجاز مربوط، و في وعد يقظان و إنجاز و سنان‌ [1] . ذكر إعرابي رجلا، فقال: أوله طمع و آخره يأس، و ما هو إلا كالسراب يخلف من رجاه و يغم من رآه.

و قال حكيم: مطل السائل أقبح من مطل الغريم، لأن الغريم إنما يسلف بفضل، و الكريم لا يسأل إلا من جهد الحر يتقاضى بالوعد نفسه، و اللئيم يجتهد أن يطيل حبسه.

قال أبو تمّام:

إني أخاف و أرتجي عقباك أن # تدّعي بموعدك المطول الملحفا [2]

هبّت رياحك لي جنوبا سهوة # حتّى إذا أورقت صارت خرفا [3]

ما عذر من كان النوال طبيعة # في راحتيه أن يجود تكلّفا

و قال أبو مسهر الرملي:

فيّ احتشام و فيك تقصير # و الصبر ما بين ذاك تعذير

تقدّم القول حين تسأل في الحا # جة و الفعل فيه تأخير

و قال العتابي:

لحسن اعتذار المرء أوقى لعرضه # من الذمّ من توكيد وعد يماطله‌

ذمّ من يماطل ثم يخلف‌

كان أعرابي يفتح مواعده بالمطل ثم يختمها بالخلف، و قال أبو تمام:


[1] و سنان: نعسان.

[2] المطول: المسوّف-الملحف: الملحّ بالسؤال.

[3] صارت خرفا: أصابها مطر الخريف.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 649
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست