responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 603

ذمّ المشتغل برزق مستقبل الزّمان‌

قال أمير المؤمنين رضي اللّه عنه: لا تجعل همّ يومك لغدك فإن غدك إن كان من أجلك يأتي اللّه برزقك. و قيل: إذا طالبتك نفسك برزق غد فقل هاتي كفيلا بالغد.

و قال شاعر:

إن ربّا كان يكفيك الذي # كان بالأمس سيكفيك غدك‌

و قال آخر:

و لا يكن همّكم في يومكم لغد

و قال آخر:

من كان لم يعط علما في بقاء غد # ما ذا تفكره في رزق بعد غد

النهي عن النظر إلى من هو فوقه‌

روي في الخبر: أنظر إلى من هو دونك و لا تنظر إلى من هو فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري بنعمة اللّه. و قال الضحاك: خصلة من وفّق لها وفق لحظة من نظر في دنياه إلى من هو دونه فاستكثر قليل ماله.

نهي ذوي عيال عن الاهتمام برزقهم‌

شكا رجل إلى الشبلي عياله، فقال: له ارجع إلى بيتك، و من لم يكن منهم رزقه على اللّه فأخرجه من دارك. و قيل لرجل كان كثير الحاشية: لو أخرجت بعضهم لكان يكثر مالك، فهمّ بذلك فرأى ليلة في المنام كان العيال الذين همّ بإخراجهم يدخلون بيته و يخرجون دقيقا يحملونه، فسألهم عن حمل ذلك فقالوا هذا رزقنا نخرجه من دارك إلى من يتكفل بنا، فانتبه و علم خطأ عزمه فقارّهم و زاد لكل منهم.

مدح من لا يدّخر

أتى عمر رضي اللّه عنه بمال فقال: له عبد الرحمن بن عوف رضي اللّه عنه لو حبست من هذا المال في بيت المال شيئا لنائبة، فقال: كلمة ما عرض بها إلا شيطان لقنني اللّه حجتها و وقاني فتنتها، أ أعصي اللّه العام مخافة القابل‌ [1] أعد لهم تقوى اللّه، قال تعالى:

و من يتق اللّه يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و لتكونن فتنة على من بعدك.

قال النابغة:

و لست بخابئ لغد طعاما # حذار غد، لكلّ غد طعام‌ [2]

و أخذه الآخر فقال:

إن كان عندك رزق اليوم فاطرحن # عنك الهموم فعند اللّه رزق غد


[1] القابل: أي العام المقبل.

[2] حذار غد: أي خوف الغد.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 603
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست