responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 596

فنحن من قبح ما نشاهده # من معشر في قلوبهم مرض‌

و قال عبدان:

لقوله نحن قسمنا # بينهم زال المرا [1]

و لو تولّى غيره # قسمة أرزاق الورى

جرت حظوظ بيننا # لكنّنا تحت العرا

و قيل: إذا رأيت الجاهل مرزوقا و العاقل منحوسا فاعلم أن بين السماء و الأرض أكرادا يقطعون الطرق. و قيل لمدني شكا الفقر: احمد اللّه فإنه رزقك الإسلام و العافية، فقال: أجل لكن جعل بينهما جوعا تقلقل منه الأحشاء. قال شاعر:

يا حجة اللّه في الأرزاق و القسم # و محنة لذوي الأخطار و الهمم

تراك أصبحت في نعماء سابغة # إلا و ربّك غضبان على النعم‌ [2]

و قال آخر:

عجبا للناس في أرزاقهم # ذاك عطشان و هذا قد غرق‌

سؤال اللّه تعالى الغني بغلظة مقال‌

قال الأصمعي: رأيت بالموقف أعرابيا قد رفع يده إلى السماء، و هو يقول:

أ ما تستحي يا خالق الخلق كلّهم # أناجيك عريانا و أنت كريم

أ ترزق أولاد اللئام كما ترى # و تترك شيخا من سراة تميم‌

فقلت له: ما هذه المناجاة؟فقال: إليك عني فإني أعرف من أناجيه، إن الكريم إذا هز اهتز. فرأيته بعد أيام عليه ثياب حسنة، فقال لي: أ لست ترى الكريم كيف أعتب.

و دعا أعرابي، فقال: يا رب إن كنت تدع رزقي لهواني عليك فنمرود كان أهون منّي، و إن كنت تدعه لكرامتي عليك فسليمان بن داود كان أكرم مني، فقيل له: أخذت الحبل بطرفيه.

(7) و ممّا جاء في الزهد و مدح الفقر و ذم الغنى‌

حقيقة الزهد و الحرص و اليقين‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: ليس الزهادة في الدنيا تحريم الحلال و لكن أن تكون بما في يد اللّه أوثق ممّا في يدك.


[1] زال المرا:

[2] سابغة: وافية.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 596
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست