responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 57

مدح الكلام‌

قيل: المتكلمون‌ [1] دعائم الدين و لو لا هم لأضلّت الملحدة [2] كثيرا من الناس.

و روي أن ملك الصفد كتب إلى الرشيد يسأله أن يبعث إليه من يعلّمه الدين، فدعا يحيى بن خالد فعرض عليه الكتاب، فقال يحيى: لا يقوم لذاك إلا رجلان ببابك هشام بن الحكم و ضرار فقال: كلا إنهما مبتدعان‌ [3] فيلقنان القوم ما يفسدهم و يغويهم بالمسلمين، ليس لذلك إلا أصحاب الحديث، فقال يحيى: أصحاب الحديث لا يحسنون و أهل الصفد قد غلب عليهم الثنوية [4] فأتى أبو يوسف و وجه بعض أصحاب الحديث فلما ورد أكله أهل الصفد بالحجج. فقال ملك الصفد: ما أضعف دينكم و حججكم، فضحك صاحب الحديث. فقال الملك: و ما هذا الضحك؟فقال إنا لسنا أصحاب الحجج فإننا مقلّدة و عندنا من له الجدل و عنده الحجج و لا يقوى لهم أحد، و قد أشار بعض المحصلين على صاحبنا أن لا يبعثنا فوقع الغلط عليه.

ذمّه‌

قال أبو يوسف: من طلب الدين بالكلام تزندق‌ [5] . و قيل ما تعلم أحد الكلام إلا ساء ظنه بالنّاس.

و قيل: من جعل غرضا للجدال أكثر التنقل من رأى إلى رأي.

و حكى بعض الصوفية قال: استشرت أبا عبد اللّه بن حنيف في تعلم الكلام فقال: لا تفعل، فأقلّ ما فيه أنك تسي‌ء عشرة الربّ. فقلت كيف ذلك؟فقال: لأنك أبدا تقول لو فعل اللّه كذا لكان جاهلا و لو كان كذا لكان عاجزا، و نحو ذلك مما يجري في كلامهم.

مدح الفقه‌

قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: إذا أراد اللّه بعبد خيرا فقّهه في الدّين، و عرّفه عيوب نفسه.

و قال صلى اللّه عليه و سلم: لكل شي‌ء عماد، و عماد هذا الدين الفقه. و قال صلى اللّه عليه و سلم الأنبياء سادة و الفقهاء قادة، و مجالستهم زيادة. و قال صلى اللّه عليه و سلم: فقيه واحد أشدّ على إبليس من ألف عابد.


[1] المتكلّمون: علماء الكلام و هو العلم الذي يدافع به عن العقيدة بالأدلة العقليّة.

[2] الملحدة أو الملاحدة هم الدهريّون الذين لا يؤمنون بالحساب و الثواب و العقاب، و هم كفرة.

[3] المبتدع: صاحب البدع و واحدة البدع البدعة و هي ما أحدث على غير مثال سابق، و البدع تخالف الإيمان الصحيح.

[4] الثّنوية: من عبادات الفرس و أصحابها يقولون بوجود إلهين: إله النور و إله الظلمة و الأول هو أهورامازدا مازدا و الثاني أهرمن.

[5] التزندق: هو الاعتقاد بما هو مخالف للإيمان، و الزنادقة هم أصحاب البدع، و الزندقة أنواع و قد تقتصر الزندقة على المجون و ارتكاب المعاصي و استباحة المحرّمات، و ربّما تجاوزت إلى عبادة النّار و القول بالهين مما هو معروف في المجوسية.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست