نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 561
أحق بعين ماله، فإن قبض منه شيئا فهو أسوة الغرماء. و قال الحجّاج: لا تجعلوا مالي عند من لا يمكنني استرجاعه منه، فقيل: و من الذي لا يمكنك استرجاعه منه، قال: المفلس.
و قيل لمفلس: يا مرابي، فقال: فأل حسن. و في المثل: أفلس من طنبور بلا وتر.
و قيل لمفلس: هل في كفّك مال، فقال: هو أفرغ من فؤاد أم موسى. و فلس القاضي رجلا فأركبه حمارا و طوّف به و نودي عليه أن لا يبايع فإنه مفلس، فلما أنزل، قال له صاحب الحمار: هات الكراء، فقال له: فيم كنا من أول النهار يا أبله.
الحثّ على أخذ الرّهن
قال اللّه تعالى: فَرِهََانٌ مَقْبُوضَةٌ[1] . و قيل: إن اللّه تعالى لا يسمع دعاء من له على غيره حق، و لا رهن لديه و لا قبالة له عليه، فيقول: قد أمرتك بالاستيثاق فخالفت. و رهن صلّى اللّه عليه و سلم درعه بثلاثين صاعا من شعير كان أخذها رزقا لأهله.
حكم غلق الرهن و تلفه
روى أبو هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم: لا يغلق الرهن الرهن، من راهنه الذي رهنه له غنمه و عليه غرمه. و روي: الرهن بما فيه و روي عنه صلّى اللّه عليه و سلم: الرهن مركوب و محلوب. و قال بعض الشعراء في السخف:
أمسى غلامك رهنا لا انفكاك له # و الرهن في الحكم مركوب و محلوب
فالدرّ منه حرام ما نطيف به # و الظهر منه على الأحوال مركوب [2]
الراهن آلات داره لفقره
قال زياد الأعجم يشكو فقرا:
لقد لجّ هذا الدهر في نكباته # عليّ إلى أن ليس في الكيس درهم
و أمست جواليقي برغم طبيعتي # رهانا عليّ ما في الجواليق يعلم [3]
و أخذ ذلك أبو زرعة الكناني، فقال:
و سفرتي في السّوق مرهونة # على الذي يؤكل في السّفرة [4]
الرهون الظريفة من السخفاء
قيل: تقدم رجل إلى بقال يسأله فامتنع فدنا منه فسارّه فدفع إليه، فقيل له: ما قال لك؟ قال: رهنني طلاق امرأته و ذلك أنه حلف بالطلاق أنه يرده غدا. فقال: ما رأيت رهينا مثله قط.