responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 556

و رجل باع حرا ثم أكل ثمنه، و رجل استأجر أجيرا فاستوفى عمله و لم يوفه أجره. و كان أبو بكر رضي اللّه عنه لما استخلف، قال للناس: إنكم شغلتموني عن تجارتي، فافرضوا لي ففرضوا له كل يوم درهمين. استأجر رجل حمالا ليحمل قفصا فيه قوارير على أن يعلمه ثلاث خصال ينتفع بها، فحمل الحمال القفص فلما بلغ ثلث الطرق، قال: هات الخصلة الأولى فقال: من قال لك أن الجوع خير من الشبع فلا تصدقه، فقال: نعم. فلما بلغ ثلثي الطريق، قال: هات الثانية، فقال له: من قال لك أن المشي خير من الركوب فلا تصدقه.

فقال: نعم، فلما انتهى إلى باب الدار قال هات الثالثة، فقال: من قال لك أنه وجد حمالا أرخص منك فلا تصدقه، فرمى الحمال القفص على الأرض، و قال: من قال لك في هذا القفص قارورة صحيحة فلا تصدقه.

(3) و مما جاء في الدّين و متعلّقاته‌

ذم الدّين و النهي عنه‌

قيل إن النبي صلّى اللّه عليه و سلم بعث إلى رجل من اليهود يستسلفه إلى الميسرة، فقال: ليس لمحمد زرع و لا ضرع فأي ميسرة له، فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و سلم فقال: كذب عدو اللّه لو أعطانا لأدينا إليه، و لأن يلبس أحدكم ألوانا شتّى خير له من أن يستدين ما ليس عنده قضاؤه.

و قال معاذ بن جبل: الدّين شين. و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: أعوذ باللّه من الكفر و الدّين. و قال بعض الحكماء: الدّين رقّك فلا تبذل رقك لمن لا يعرف حقك. و قيل: الدين هدم الدين، و قيل: ما استرق الكريم مالك أفظّ عليه من الدين، و قيل: الدّين غلّ اللّه في أرضه فإذا أراد أن يذلّ عبدا جعله في عنقه. و سأل فيلسوف رجلا أن يقرضه مالا فرده و ذمه.

و قال بعض الناس إلى الفيلسوف إنه جبهك بالرد، فقال: ما زاد على أن حمر وجهي بالخجل مرة واحدة و لو أقرضنيه لصفّر وجهي مرات كثيرة.

من مات و عليه دين‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: من داين الناس بدين في نفسه و فاؤه ثم مات و ليس عنده و فاؤه، تجاوز اللّه عنه و أرضى غريمه بما شاء. و من داين الناس بدين ليس في نفسه و فاؤه ثم مات و ليس عنده وفاؤه اقتص اللّه لغريمه منه. و قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضي عنه و قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: جي‌ء بجنازة يوما فوضعت بين يدي النبي صلّى اللّه عليه و سلم، فقام ليصلّي عليه، فقيل: إن عليه دينا، فقال صلّوا على صاحبكم، فقال أبو قتادة رضي اللّه عنه، على دينه يا رسول اللّه، ثم خطب فقال: أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من مات و عليه دين أو ضياع فعليّ و من ترك مالا فلورثته.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست