responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 542

و قال ابن طباطبا:

أبو سليمان داود بن بنكلة # قد فات في الحجم حذقا كل حجّام

وزان ذاك بصوت لا يجاوزه # إلى الفضول سوى نطق بإبهام

لطفا و رفقا و حذقا في صناعته # و خفّة لم تشن منه بإبرام

لو لا مواقع موساه و مشرطه # لخلتني منه في أضغاث أحلام‌

و قال محمد بن مسافر:

مزيّن حذّفني حاذق # ليس له في النّاس من شبه

ظننت إذ حذّفني أنّه # أحدث لي وجها سوى وجهي‌ [1]

و قال أبو ذرّ البلخي:

كأنّما المحجم في كفّه # شمس نهار آذنت بالغروب

يأخذ من مجروحه أرشه # فيا له من جارح مستثيب‌ [2]

كثرة فضول الحجّامين‌

استحضر عبد اللّه بن سليمان حجاما شيخا يقال له أبو دلحمة، و قال: أنا متبرم بحجامي لكثرة فضوله. فأخذ آلة التحذيف و طفق يشحذ الموسى فنظر الوزير إلى بعض أصحابه، فقال اعط القوس باريها، فقال أبو دلحمة: ما أول هذا البيت أيها الوزير. فقال الوزير: اللّه أكبر هربت من فضول فوقعت فيما فوقه، و قال ما هو يا أبا دلحمة، فقال:

أنشدني الرياشي بمكة:

يا باري القوس بريا ليس يحسنه # أفسدت قوسك أعط القوس باريها

و كان أبو دلحمة من الشعراء و الفضلاء.

و قال الفضل بن الربيع: قال لي الرشيد أطلب لي حجّاما أصمت من الحجر، فقلت: نعم، لي غلام سكيت، فقال: ابعثه إليّ. فدعوت به و أخذت عليه الوصيّة أن لا ينبس و لا ينبض عرقه إذا خدم أمير المؤمنين و أوصيته بأن يتأهب ثم دخلت إلى الرشيد فرأيته يضحك، و قال لي: إن لذلك الحجام شأنا و لا نراه بعد، ثم سألت فراشا مختصا بالرشيد عن خبره، فقال: إنه لما بدأ بالمحجمة قال: يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن شي‌ء فقال له ما هو؟قال: لم قدّمت الأمين على المأمون و المأمون أسن منه؟قال:

أخبرك بالجواب إذا فرغت، فلم يلبث غير قليل حتّى قال: و أسألك عن شي‌ء آخر، قال الرشيد: هات، قال: لم قبلت جعفر بن يحيى، قال: و هذا أيضا أخبرك به إذا فرغت،


[1] حذّفني: سوّى شعري.

[2] يأخذ أرشه: يأخذ الدية أو الرشوة.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 542
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست