نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 540
و قيل: ثلاثة أعمال لم تزل في سفلة الناس: الحياكة و الحجامة و الدباغة. و قال حبيب بن محمد لمالك بن دينار: لو خيرت في الصناعات ما كنت تختار؟فقال: أكون حدادا فأرى لفح النار لعلّي أتقيها، فقال حبيب: كنت أختار أن أكون حفّارا للقبور.
المتولّي صناعة تنافيه
قال شريك بن عبد اللّه: خمسة من الكبائر: عمياء مكتحلة، و سوداء مختضبة و خصي له امرأة، و مخنث يؤم قوما، و إعرابي أشقر. و من العجائب: منجّم أعمى و أطروش صاحب خبر، و عطار أخشم، و مناد أخرس و مؤاجر أصلع، و جندي محفوف الشارب، و كنّاس متعزز و فيج منقرس و لحياني ينتف لحية كوسج، و ديدبان أعمش و حجام قليل الفضول، و إمام أمي و كحال أرمد.
و ضرب عبد اللّه بن أبي بكر ملاحا لم يحسن السباحة، و قال: من العجائب ملاح غير سابح.
المتولّي صناعة تليق به
من تمام آلة القاضي أن يكون لحيانيا، و القاص أن يكون أعمى شيخا بعيد الصوت، و الزامر أن يكون أسود، و المغني فاره الدابة برّاق الثوب عظيم الكبر سيّئ الخلق، و الشاعر أن يكون أعرابيا، و الداعي إلى اللّه أن يكون صوفيا. من عمل عمل أبيه كفي نصف المعاش.
أنذال من الصناع متبجّح بعضهم على بعض
دعا حجّام كناسين يكنسان له كنيفا، فقال أحدهما للآخر: أ تدري عند من نعمل؟ قال: لا، قال: نعمل عند حجّام، فقال: الحمد للّه الذي أعلمنا ذلك قبل أن نشرب من كوزهم أردت و اللّه أن أرمي بكل ما في جوفي. أطلب لي شيئا أشرب به فضرب يده إلى كوز معه في جوف جرّة ينقلون فيها الخرء، فمسحه بيده و ناوله فشرب منه.
اجتمع كناسان على كنيف، فقال أحدهما: فيه من الخرء قامة، و قال الآخر: قامة و بسطة، فنزع ثوبه و قفز فيه و غاص ثم أخرج رأسه، و قال: تظنني حائكا.
وقع شرّ بين حجّام و حذّاء، فقال: أنت تمشط و تسرج، و أنا أحذو و أنت تشق بمبضع، و أنا بمخصف فما فضلك عليّ؟
ذكر من تولّى صناعة دنيئة من الأكابر
قيل: كان طالوت دباغا فآتاه اللّه الملك على رغم من كره، و كان داود عليه السلام راعى غنم و آتاه اللّه الملك و الحكمة، و موسى راعيا أجيرا لشعيب عليهما السلام، و عيسى عليه السلام صيّاد سمك و هذا باب يكثر أن يتبع.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 540