نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 517
ذكر تباطؤ زوال العلّة
دخل سفيان على جار له مخنث فقال له: كيف نجدك؟قال: جاءتني العلّة باقات و العافية تأتيني طاقات. و قيل: العلّة تحمل على الجمال و تثقل على النمال.
حثّ العائد على تنشيط المريض
قال يوحنا: بشّروا المريض بالبرء و نشطوه لشرب الدواء و لا تصعبوا عليه العلة فتخاف نفسه و يموت حسه.
و قال أبقراط: حدثوا المريض حال من كان في أصعب من علّته فبرأ، و لا تحدثوه عمّن كان في مثل علّته فمات. و قيل: أدب العيادة تشجيع العليل بلطيف اللفظ و حسن الفأل.
الحثّ على تخويفه ليتجنّب المضارّ
قيل: خوّفوا المريض ليجتنب المضار، فمن خوّفك لتلقى الأمن خير لك ممن أمّنك لتلقى الخوف. و قيل: من أوجرك [1] المرّ لتبرأ خير ممّن أوجرك الحلو لتسقم. و دخل طبيب على مريض قد أصاب إصبعه ريح فشمّها، فقال: إن أكلت اليوم شيئا مت فلما كان من الغد برأ أقيل له في ذلك، فقال: لو لم أخوفه لتجاسر على الأكل فكان يطول عليه.
رقيع خوّف مريضا برقاعته
عاد رجل مريضا لم يكن به بأس فقال: لا ضير إذا رأيتم المريض هكذا فاغسلوا أيديكم منه، فقد كان أبي به هذا الداء فمات. و عاد آخر عليلا، فقال: ما علّتك؟قال:
وجع الركبة، فقال: إن جريرا يقول بيتا ذهب عنّي صدره، و آخره: و ليس لداء الركبتين دواء، فقال: ليتما ذهب عنك عجزه مع نفسك.
و دخل آخر على مريض، فقال: آجركم اللّه، فقيل إنه لم يمت، فقال: يموت إن شاء اللّه.
و قال رجل لمريض: كيف أنت جعلني اللّه فداءك؟فقال: على الموت، فقال: إذا لا جعلني اللّه فداءك فإني قدرت أن في الأمر فسحة.
تهنئة من برأ من مرض و الدعاء له.
قال أشجع:
لئن جرحت شكاتك كلّ قلب # لقد قرت بصحتك العيون [2]