نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 509
و قيل: التقى حمتان فسألت إحداهما الأخرى فقالت آتي كل يوم رجلا خريما ناعما فيضجعني على فراش وطيء فأضاجعه في أرغد عيش فأنصرف عنه بأطيب حال، فقالت الأخرى: ويحك إني وقعت إلى كساح قذر متى قصدته يأت بي سبخة فيعركني في التراب فأرجع عنه متربة. فقالت: ويحك تعالي إلى صاحبي لأغاديه أنا و تراوحيه أنت.
الرّمد
كتب علي بن القاسم رحمه اللّه: بلغني عن حال رمد عرض له ما أرمد خاطري و أظلم ناظري و أذهلني عن كل مهم و خفف في عيني و قلبي كل ملم. و يستحسن في عين محبوب رمداء قول ابن المعتز:
قالوا شكت عينه فقلت لهم # من شدة الفتك نالها الوصب [1]
حمرتها من دماء من قتلت # و الدم في النصل شاهد عجب
و قال ابن الحجاج:
أنا الفداء لعين بعض أسهمها # مسكونة بين أحشائي و في كبدي
فيها فتور سقام لا خفاء به # يجرد السقم في قلبي و في جسدي
كانت تعلّ فؤادي و هي سالمة # فكيف بي و هي تشكو علة الرمد
النقرس
كان أبو الفضل بن العميد يكثر برجله النقرس، فقيل له: لا تغتم فإن ذلك يؤذن بطول العمر، فقال: طول العمر هو أن من به النقرس يسهر فيصير ليله نهارا فكأنما يتضاعف عمره، قال شاعر:
ألا فاعجبوا من مفلس حلف نقرس # أ ما نقرس في مفلس بعجيب [2]
و قال المبرد: ذكر أعرابي رجلا قد أثرى فقال تنقرس كأنه سمع أن النقرس يكون مع النعمة، و منه قول أعرابي:
فصرت بعد الفقر و التفلس # يخشى على الحيّ داء النّقرس
و قال ماسرجويه: لا ينقرس الناطفي في رجله و الشطرنجي في يده.
الحبون
دخل شبيب بن شبة إلى ابن هبيرة، فقال: ما حبسك عنا؟فقال: علة منعت الحركة و لم توجب العيادة حتى خرج علي، فقال ابن هبيرة: إن لحما شديدا أعاد قيحا و صديدا