responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 484

و قال آخر:

أيا رب زده نعمة و كرامة # على غيظ أعداء و إرغام حاسد

الدعاء بأن يقيه اللّه من الفقر و يجعل له سعة من اليسر

جعل اللّه لك في الخير جدا و لا جعل معيشتك كدّا، أعاذك اللّه من القنوع و الخضوع و الخنوع، أعاذك من بطر الغنى و مذلة الفقر، جعل اللّه لك رزقا واسعا و جعلك به قانعا، وهب اللّه من غناه ما لا يقدر عليه سواه. قال رجل لمسروق بن الأجدع: أعاذك اللّه من خشية الفقر و طول الأمل و لا جعلك ردية السفهاء و شينا على الفقهاء.

و قال أعرابي: رزقك اللّه من غير طلب شديد و لا سفر بعيد، جعلك اللّه في الرزق حولا لغيرك.

الدعاء بالتّوفيق و الإعاذة من الشّرور

فرّغك اللّه لما له خلقك و لا شغلك بما تكفل به لك. و قال سعيد بن المسيب: مرّ بي صلة بن أشيم فقلت: ادع لي، فقال لي: رغبك اللّه في ما يبقى و زهدك في ما يفنى أعاذك من هيجان الحرص و سورة الغضب و غلبة الحسد و مخالفة الهدى و سنة الغفلة و إيثار الباطل على الحق، و أعاذك من سوء السيرة و احصاء الصغيرة و من شماتة الأعداء و الفقر إلى غير الاكفاء و من عيشة في شدة و ميتة من غير عدة و من سوء المآب و حرمان الثواب و حلول العقاب.

و قال أعرابي: أعاذك اللّه من هول المطلع و ضيق المضطجع و بعد المرتجع.

و قال آخر: أعانك اللّه على الدنيا بالسعة و على الآخرة بالمغفرة.

قال المتنبّي:

فلا تنلك الليالي إن أيديها # إذا ضربن كسرن النّبع بالغرب‌ [1]

و لا تعزّ عدوا أنت قاهرة # فإنّهنّ يصدن الصّقر بالخرب‌ [2]

و قال ابن الرومي:

فزادكم بالمدح كلّ قصيدة # و لا قصدتكم بالمراثي القصائد

و قال أبو محمد الخازن:

لا زال ألسنة القريض نواطقا # تخدمن مجدك بالثّناء الأفصح‌

تهنئة بولاية

أهنئ بك العمل الذي وليته و لا أهنئك به، لأن اللّه تعالى أصاره إلى من يورده موارد الصواب و يصدره مصادر الحجّة. لما استخلف عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه دخل عليه شاب من الأنصار، فقال: ما طيبتك الخلافة و لكن طيّبتها


[1] النبع: شجر صلب و قوي-الغرب: الشجر الضعيف.

[2] الخرب: ذكر الحبارى (الحبارى طائر يشبه الأوزة) .

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست