و قال رجل لآخر: يا ابن الفاعلة، فقال له ذاك: يا ابن الصالحة، أكذب حتى أكذب، و على هذا المعنى قال:
ثالبني عمرو فثالبته # فأثم المثلوب و الثالب
قلت له خيرا و قال الخنى # كلّ على صاحبه كاذب [1]
و قال رجل لشاعر: إنك تغتاب المحصنات، فقال: إذا لا بأس على عيالك منّي.
تعريضات عن الأجوبة في الذمّ بالنثر و النظم
لما قال كعب الأشتر لزياد الأعجم:
و أقلف صلى بعد ما كان أمة # يرى ذاك في دين المجوس حلالا
فقال زياد:
لا جزيت أمه خيرا # فقد أخبرته أني أقلف
و لما قال جرير لابن الرقاع:
يقصر باع العامليّ عن العلا # و لكنّ أير العامليّ طويل
قال ابن الرقاع:
أ أمك كانت أخبرتك بطوله # أم أنت امرؤ لم تدر كيف تقول
فقال: لم أدر كيف أقول.
و لما قال أرطأة بن سهية للربيع بن قعنب:
لقد رأيتك عريانا و مؤتزرا # فما دريت أ أنثى أنت أم ذكر
فقال الربيع:
لكن سهية أدرى يوم زرتكم
و مرّ الفرزدق بباب المكاري، فقال:
و كم من هن يا باب ضخم حملته # على الرجل فوق الأخدريّ المراكب [2]
فقال باب:
قد حملت النوار فيمن حملت
فقال الفرزدق: غلبني و اللّه.
و لما قال مسكين الدارمي:
ناري و نار الجار واحدة # و إليه قبلي ينزل القدر
قالت امرأته: نعم، لأن القدر و النار للجار.
[1] الخنى: الفحش.
[2] الأخدريّ: نوع من الحمر الوحشية.