و مدح مخنث رجلا فذمه الرجل، فالتفت إلى القوم و قال أكذب عليه و يكذب عليّ، ليعلم أينا أكذب.
من ردّ إليه مدحه
مدح ابن الرومي بعض الكتاب بشعر و تردد إليه طالبا جائزته، فدفع شعره إلى غلامه و قال: أمدح به غيري فلست أرغب فيه، فقال:
رددت عليّ شعري بعد مطل # و قد دنّست ملبسه الجديدا [1]
و قلت امدح به من شئت غيري # و من ذا يقبل المدح الرّديدا
و ما للحيّ في أكفان ميت # لبوس بعد ما امتلأت صديدا [2]
من استردّه لمّا حرم الجدوى
قال ابن الرومي:
ردّوا عليّ صحائفا سوّدتها # فيكم بلا حقّ و لا استحقاق
و له:
إن كنت من جهل حقّي غير معتذر # و كنت من ردّ مدحي غير متّئب [3]
فأعطني ثمن الطرس الذي كتبت # فيه القصيدة أو كفّارة الكذب [4]
من لا يليق به المدح
قال البحتري:
خطب المديح فقلت خلّ طريقه # ليجوز عنك فلست من أكفائه
و قال منصور بن باذان:
نبت المدائح عن طبائعه # و لقد يليق بوجهه القذف
و قال سلم الخاسر:
فإن تعطني جرم لأني امتدحتها # فما علمت جرم لها مادحا قبلي [5]
و مدح أبو خليفة رجلا فلم يكن منه ما يحب، فقال: للّه در الكميت حيث يقول:
و قرّظتكم لو أن تقريظ مادح # يواري عوارا من أديمكم النغل [6]
[1] مطل: تسويف.
[2] صديد: قبح.
[3] غير متئب: غير مستح.
[4] الطرس: الكتاب، أو الصحيفة.
[5] جرم: قبيلة.
[6] التقريظ: المدح-الأديم: الجلد، و الأديم النغل: الجلد الفاسد في الدباغ.