responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 43

و قيل لبعضهم: ما الدهاء؟فقال: قتل العدوّ في لطف.

مدافعة العدوّ بالمداراة

في كتاب كليلة: [1] لا تسلم من العدو القويّ بمثل التذلّل و الخضوع، كما أن الحشيش إنما يسلم من الريح العاصف بانثنائه معها، أينما مالت به الريح ساعدته.

أخذه ابن الرومي فقال:

كالريح و الزرع استكان لمرّها # و عتت فلم تقدر على تقصيفه‌ [2]

كم قد نجا منه الضعيف و ما نجا # منه العنيف بلفّه و لفيفه

و تهاتن الجذع الأبي مهزّه # فأتت عليه و لم ترع لخفيفه‌ [3]

و لهذا الباب نظائر في العداوات.

الجهل بمستقبل الزّمان‌

قال اللّه تعالى مخبرا عن النبي عليه السلام: و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير، و ما مسّني السوء.

قال القطامي:

و ما يعلم الخير امرؤ قبل أن يرى # و لا الشرّ حتّى تستبين دوائره‌

و قال آخر:

تبين أعقاب الأمور إذا مضت # و تقبل أشباها عليك صدورها [4]

(3) و مما جاء في المشاورة و الاستبداد بالرأي‌

الحثّ على مراجعة الأودّاء [5] و مدح المشاورة

قال اللّه تعالى: وَ شََاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ [6] و قيل من شاور أهل النصيحة سلم من الفضيحة. و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: المشاورة حصن من النّدامة و أمن من الملامة.


[1] كتاب كليلة: أي كتاب كليلة و دمنة المعروف لابن المقفع.

[2] استكان استكانة: خضع-عتت الريح: اشتدّت و عصفت.

[3] تهاتن... : تتابع-أتت عليه (هنا) : اجتثته، و اقتلعته.

[4] أعقاب الأمور: عواقبها.

[5] الأوداء: ذوو الودّ و النّصحاء.

[6] القرآن الكريم: آل عمران/159.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست