responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 421

أبوك يعلو إلى الفردوس سلّمه # و أنت مقتحم تهوي إلى النّار

و كان ثوباه من فضل و من كرم # و أنت ثوباك من خزي و من عار

استنكاف العرب من الهجنة

صار أعرابي إلى سوّار القاضي، فقال: إن أبي مات و تركني و أخي فخط خطين ناحية و ترك هجينا فخط آخر ناحية بعيدا من الأولين فكيف يقسم المال، قال: المال بينكم أثلاثا.

فقال الأعرابي لا أحسبك فهمت فأعاد عليه الفتيا، فقال: المال بينكم سواء. فقال: أ يأخذ الهجين كما نأخذ؟قال سوار: نعم. فغضب الأعرابي و قال: أعلم أنك قليل الحالات بالدّهناء فقال: لا يضرّني.

و جاء أعرابي إلى المهدي في طريق مكة فقال يا أمير المؤمنين أنا عاشق بنت عمّ لي و قد أبى أن يزوجنيها، فقال: لعله أكثر منك ما لا قال: لا. قال: فما القصة؟قال: ادن منّي يا أمير المؤمنين، فضحك المهدي و أصغى إليه برأسه، فقال سرا: أنا هجين. فدعا عمه و قال: لم لا تزوج ابن أخيك؟فقال إنه هجين، فقال: إن ذلك لا يضره، أخوة أمير المؤمنين كلهم هجناء. زوجه فقد أصدقت عنه عشرة آلاف درهم.

قال الجاحظ: قلت لعبيد الكلابي و كان فصيحا فقيرا أ يسرّك أن تكون هجينا و لك ألف جريب، قال: لا أحب اللؤم بشي‌ء قلت فإن أمير المؤمنين ابن أمة قال أخزى اللّه من أطاعه، قلت: نبيا اللّه محمد و إسماعيل كانا ابني أمة، قال: لا يقول هذا إلا قدري. قلت:

فما القدري، قال: لا أدري.

قال شاعر:

لا أرضع الدهر إلا ثغر واضحة # لواضح الجسم يحمي بجور الجار

ذلّة الموالي عندهم و الاستخفاف بهم‌

كانت العرب إلى أن عادت الدولة العباسيّة إذا أقبل العربي من السوق و معه شي‌ء فرأى مولى دفعه إليه ليحمله معه فلا يمتنع و لا السلطان يغير عليه. و كان إذا لقيه راكبا و أراد أن ينزله فعل، و إذا رغب أحدهم في مناكحة مولاة خطب إلى مولاها دون أبيها و جدّها.

و كان نافع بن جبير إذا مرت به جنازة فيقال عربي يقول يا قوماه، و إن قيل مولى يقول مال اللّه يأخذ ما يشاء، و يدع ما يشاء و لا يقولون للمولى كريم و لا حسيب و إنما يقولون فاره‌ [1] .

مناقب أولاد السّراري‌ [2]

قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: ليس قوم أكيس من أولاد السراري لأنهم


[1] الفاره: جمع فرة، و هو الحذق أو الشديد الأكل.

[2] السراري: جمع سرية، و هي المرأة المملوكة التي يتخذها الرجل لمتعته.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست