و قيل: أصل راسخ و فرع شامخ. محمد بن وهيب:
و ليس بديعا بأن تحتذي # مذاهب آسادها الأشبل
و نحوه لعماءة بن عقيل:
و هل يشبه الأشبال ألا أسودها
و قال بعض المحدثين:
أنت غصن من ذلك المنبت الزا # كي و نصل من ذلك الفولاذ
من مكارمه تدلّ على كرم سلفه
قال أبو تمّام:
فروع لا ترفّ عليك إلا # شهدت بها على طيب الأروم
و في الشّرف الحديث دليل صدق # لمختبر على الشرف القديم
قال أبو هفان:
لا تنظرنّ إلى امرئ ما أصله # و انظر إلى أفعاله ثمّ احكم [1]
المستغني بنفسه عن شرف آبائه
دخل البحتري على بعض العلوية فسأله حاجة بعد حاجة، فأجابه إلى كل ما التمس فأثنى عليه فقال: بعض من حضر كيف لا يعطى و هو من منصب الفضل، فقال:
لا توجبنّ لكريم أصلك منة # لو كنت من عكل لكنت كريما [2]
قال دعبل:
لو لم تكن لك أجداد تنوبهم # إلا بنفسك نلت النجم من كثب
قال عامر بن الطفيل:
و إني و إن كنت ابن فارس عامر # و في السرّ منها و الصّميم المهذّب
فما سوّدتني عامر عن وراثة # أبى اللّه أن أسمو بأم و لا أب
قال المتنبّي:
و يغنيك عمّا ينسب النّاس أنه # إليك تناهى المكرمات و تنسب
و له:
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به # في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل [3]
[1] يقول لا يقاس الإنسان بأصله بل بأفعاله.
[2] عكل: بنو عكل، و عكل أيضا لئيم.
[3] يقول: اعتبر بما تراه لا بما تسمعه. فالشمس في إشراقتها تغنيك عن كوكب زحل.