نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 381
و قيل سواسية كأسنان الحمار. و عكس هذا المعنى الصنوبري [1] فأتى بأجود لفظ و أوضح معنى، فقال:
أناس هم المشط استواء لدى الوغا # إذا اختلف الناس اختلاف المشاجب
عذر من ذكر فاضلا و نذلا معا
قال بعض الكبار لرجل: أتذكرني مع فلان و فلان فقال: قد ذكر اللّه النار و الجنة و فرعون مع موسى و آدم مع إبليس فلم يهن بذلك أولياءه و لم يكرم به أعداءه.
اختيار أراذل
وصف أعرابي قوما فقال: هم كلاب و فلان من بينهم سلوقي و هم حنظل و هو هبيد [2] . و إن في الشر خيارا و ليس العاقل من يعرف الخير من الشر و إنما العاقل من يفرّق بين الشرين. قال محمود:
ذممتك أولا حتّى إذا ما # بلوت سواك عاد الذمّ حمدا
و لم أحمدك من خير و لكن # رأيت سواك شرّا منك جدّا
فعدت إليك مختلا ذليلا # لأني لم أجد من ذاك بدّا
كمجهود تعاظم أكل ميت # فلمّا اضطرّ عاد إليه شدّا
من لا يفرح بموته و لا يسر بحياته
قال شاعر:
إذا كنت لا ترجى لدفع ملمّة # و لم يك في المعروف عندك مطمع [3]
و لا أنت ممّن يستعان بجاهه # و لا أنت يوم الحشر ممّن يشفع [4]
فعيشك في الدنيا و موتك واحد # و عود خلال من وصالك أنفع
ذكر أحمد بن الخطيب عند أبي العيناء فقال: إن دنوت منه عرّك [5] و إن بعدت منه ضرك. فبلغ كلامه أحمد فقال: تفسيره أن حياته لا تنفع و موته لا يضرّ. و قيل لرجل:
مات فلان فقال: من لم تنفع حياته لم تجزع وفاته:
فبعدا لا انقضاء له و سحقا # فغير مصابه الخطب العظيم
[1] الصنوبري: أحد الشعراء الذي عاشوا في بلاط سيف الدولة، و هو أنطاكي المولد و النشأة. اشتهر بوصف الطبيعة. مات سنة (945 م) .