نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 331
و قال آخر:
فنحن حلال في حريمك للغنى # و نحن على الأيّام فيه حرام
الراعي مال جاره من النوب و السرّاق
كانوا يقولون جار كجار أبي دؤاد و ذلك أنه إذا مات له بعير أو شاة أخلفه و إذا مات له قريب وداه، قال شاعر:
إذا نزل الشتاء بدار قوم # تجنّب دار قومهم الشتاء
قال الفرزدق:
الضامنون على المنيّة جارهم # و المطعمون غداة كلّ شمال [1]
قال المتنبّي:
يذمّ على اللصوص لكلّ تجر # و يضمن للصّوارم كلّ جان [2]
المستجير بمن أمّنه من النّوب
قال أبو نواس:
أخذت بحبل من حبال محمّد # أمنت به من طارق الحدثان [3]
تغطّيت من دهري بظلّ جناحه # فعيني ترى دهري و ليس يراني
فلو تسأل الأيام ما اسمي ما درت # و أين مكاني ما عرفن مكاني
قال ابن أبي فنن:
كبا الدهر بي فاستلّني من جيرانه # و قد كنت لاقيت المنية أو كدت [4]
و حكّمني في ماله و جياده # و خيّرني بين الحكومة فاخترت
مدح الناصر صاحبه و إن كان ذا عذر
في المثل، الفحل يحمي شوله معقولا، و الخيل تجري على مساويها.
قال شاعر:
يفرّ جبان القوم عن أمّ نفسه # و يحمي شجاع القوم من لا يناسبه
الحثّ على نصرة واقع في محنة
قال بعض البلغاء: لتكن معاونتك أخاك بمهجتك عند البلاء أكثر من معاونتك إياه عند الرخاء. و قيل: أفضل المعروف نصرة الملهوف.
[1] غداة كل شمال: كناية عن أوقات الشدّة و سنوات المحل و الجدب-يقول إن ممدوحيه ذوو قيم و مروءة فهم يضمون جارهم في الشدائد و لو واجهتهم المنايا، كما ينهضون إلى إطعام الناس في الأيام العصيبة و الليالي الباردة.
[2] التجر: من يتعاطى التجارة، و العرب يسمّون بائع الخمر تاجرا.