نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 324
حمد تصديرك صاحبك
دخل سالم بن مخزوم على عمر بن عبد العزيز رضي اللّه عنه: فتنحى له عن الصدر فقيل له في ذلك فقال: إذا دخل عليك من لا ترى لك عليه فضلا فلا تأخذ عليه شرف المنزلة.
مدح معرفة الرجل قدر نفسه
قال أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه: لن يهلك امرؤ عرف قدره. و قال الشافعي رضي اللّه عنه: أنفع الأشياء أن يعرف الرجل قدر منزلته و مبلغ عقله ثم يعمل بحسبه. و قد تقدّم من ذلك صدر في باب العقل.
ذمّ اعجاب المرء بنفسه
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: ثلاث مهلكات: شحّ مطاع و هوى متّبع و إعجاب المرء بنفسه. و قيل:
عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله.
و قال الشاعر:
ما النّاس عندك غير نفسك وحدها # و الناس عندك ما خلاك بهائم
و قال أعرابي لرجل معجب بنفسه يسرني أن أكون عند الناس مثلك في نفسك و عند نفسي مثلك عند الناس. و قال إبليس: إذا ظفرت من ابن آدم بثلاث لم أطالبه بغيرها إذا أعجب بنفسه و استكثر عمله و نسي ذنبه.
ذكر من عظم إعجابه و صلفه
حكي عن ابن ثوابة أنه قال لغلامه: اسقني ماء، فقال: نعم فأمر بصفعه فقيل له: في ذلك فقال: إنما يقول نعم من يقدر أن يقول لا، و ليس لهذا هذه المنزلة. و دعا يوما أكّارا يكلمه. فلما فرغ دعا بماء و تمضمض به استقذارا لمخاطبته و كان جذيمة [1] الأبرش لا ينادم أحدا استعظاما.
و قال: إنما ينادمني الفرقدان [2] . فكان يشرب كأسا و يصب لهما كأسين في الأرض و استأذن نافع بن جبير بن مطعم على معاوية فمنعه الحاجب فهشم أنفه، فقال له معاوية: أ تفعل هذا بحاجبي؟فقال له: و ما يمنعني و أنا بالمكان الذي أنا به من أمير المؤمنين. فقال له أبوه: فض اللّه فاك إلا قلت و أنا بالمكان الذي أنا عليه من عبد مناف.
معتذر لعجبه و عزّته
قيل لأياس بن معاوية: ما فيك عيب غير أنك معجب، فقال: أ يعجبكم ما
[1] جذيمة الأبرش: (ت نحو 268) من ملوك العرب في الجاهلية، أسّس الحيرة و الأنبار. عاصر زينب ملكة تدمر و مات سنة 268.