responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 308

و قال المتنبي:

أبدو فيسجد من بالسّوء يذكرني # و لا أعاتبه صفحا و إهوانا

و قيل لأعرابي: كيف فلان فيكم؟فقال: إذا حضر هبناه و إن غاب اغتبناه‌ [1] . قال:

ذاك هو السيد فيكم.

من نظره ينبئ عن عداوته‌

و قال زهير:

الودّ لا يخفى و إن أخفيته # و البغض تبديه لك العينان‌ [2]

و قال آخر:

ستور الضمائر مهتوكة # إذا ما تلاحظت الأعين‌ [3]

و ذكر أعرابي قوما فقال: ما زالت عيون العداوة تتجهم فتمجها أفواههم و أسباب المودة تخلق من قلوبهم فتخرس عنها ألسنتهم حتى ما لعداوتهم مزيد.

العداوة المستورة و التحذير منها

قال الشاعر:

و فينا و إن قيل اصطلحنا تضاغن # كماطر أوبار الجراب على النشر [4]

و قال آخر:

و قد ينبت المرعى على دمن الثّرى # و تبقى حزازات النّفوس كما هيا

و قال أبو نواس:

كمن الشنآن فيه لنا # ككمون النّار في حجره‌

و قال المتنبي:

و إنّ الجرح ينفر بعد حين # إذا كان البناء على فساد

و قيل هدنة على دخل و جماعة على أقذاء. قال شاعر:

و مستخبر عنّا يريد لنا الرّدى # و مستخبرات و العيون سواجم‌ [5]


[1] اغتبناه: من اغتابه اغتيابا أي عابه و ذكره بما فيه من السوء.

[2] الودّ: المودّة و الحب-تبديه: تظهره أو تكشف عنه.

[3] يقول: إن تلاحظ العيون أي تشاكلها و تشابهها يكشف عن الضمائر و يهتك سقورها و حجبها و يظهرها على حقيقتها و يفضح مكنونها.

[4] أوبار: جمع وبر، و الوبر للإبل كالصوف للغنم-جراب: وعاء من جلد.

[5] سواجم: سجم الدمع: سال.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست