responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 304

و قيل: احذر معاداة الرجال فالناس رجلان عاقل فأحذر ختله‌ [1] و أحمق فاحذر حمقه.

و قال عبد اللّه بن الحسن بن الحسين رضي اللّه عنهم لابنه: اتّق معاداة الرجال فانك لا تعدم مكر حليم أو مفاجأة لئيم.

و قيل: الأحقاد مخوفة و أخوفها ما كان في أنفس الكبار فإنهم يرون الطلب الوتر [2] مكرمة.

و قال بعضهم في التحذير من العداوة:

سيعلم إسماعيل أنّ عداوتي # له سمّ أفعى لا يصاب دواؤها

النهي عن الاعتذار بالعداوة إذا ظهر الودّ

قيل: العدوّ المبطن للعداوة كالنحل تمج الدواء و تجتنب الداء. قال سديف بن ميمون يحرض بني العباس على بني أمية:

لا يغرّنّك ما ترى من رجال # إنّ تحت الضّلوع داء دويّا

فخذ السيف و اطّرح السوط حتّى # لا ترى فوق ظهرها أمويّا

و له:

أنزلوها بحيث انزلها اللـ # ه بدار الهوان و الأتعاس

ذلّها أظهر التودّد منها # و بها منكم كحزّ المواسي‌

قال المتنبي:

فلا يغررك ألسنة موال # تقلّبهنّ أفئدة أعادي

و كن كالموت لا يرثي لباك # بكى منه و يروى و هو صاد [3]

و قال آخر:

تعلم أنّ أكثر ما تنادي # و إن ضحكوا إليك هم الأعادي‌ [4]

و في كتاب كليلة: لا يغرّ العاقل سكون الحقد في القلب ما لم يجد محركا كالجمر المكنون، ما لم يجد حطبا. و العداوة إذا وجدت فرصة اشتعلت فلا يطفئها شي‌ء دون النفس.

النهي عن السّكون إلى من يخافك‌

من خاف شرك أفسد أمرك و من خاف صولتك ناصب دولتك، قال معاوية: من خاف اساءتك اعتقد مساءتك.


[1] الختل: الخداع.

[2] الوتر: قطعة من أدم نفدّ سيورا.

[3] صاد: من صدي يصدى صدى: عطش عطشا شديدا.

[4] يحذرنا الشاعر من الانخداع بتزلّف الأعداء أو ملاطفتهم لأن وراء ضحكهم أو رقّتهم يكمن سمّ العداوة الناقع إنّ الأعداء أكثر الناس سخرية و شماتة.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست