يعاقب تأديبا و يعفو تطوّلا # و يجزي على الحسنى و يعطي فيجزل
و قال آخر:
تسطو بعدل و تعفو إن عفوت به # فلا عدمناك من عاف و منتقم
الحثّ على إقالة من سلم ظاهره
قيل: لا تعتد بما لم تسمعه أذناك فإن السيد إذا حضر هيب و إذا غاب اغتيب. و قال بعض الملوك: إنما نملك الأجساد دون النيات و نحكم بالعدل لا بالهوى و نفحص عن الأعمال لا عن السرائر [4] . قال البحتري:
إذا عدوّك لم يظهر عداوته # فما يضرّك إن عاداك إسرارا [5]
و قال آخر:
إذا دحسوا بالكره فاعف تكرّما # و إن حبسوا عنك الحديث فلا تسل [6]
فإنّ الذي يؤذيك منه استماعه # و إن الذي قالوا وراءك لم يقل
العفو عمّن سلم باطنه
قد يهفو [7] المرء و نيته سليمة و يزلّ [8] و طريقته مستقيمه، قال إبراهيم بن المهدي:
[3] علي بن الجهم: (ت 863) شاعر بغداديّ كان معاصرا لأبي تمّام. غضب عليه المتوكّل فنفاه إلى خراسان. ثم انتقل إلى حلب فقتله فرسان من بني كلب. يتميّز شعره بالرقّة.