responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 28

صعوبة مداواة الأحمق‌

لكلّ داء دواء يستطبّ به # إلا الحماقة أعيت من يداويها [1]

و قال المتنبّي:

و من البليّة عذل من لا يرعوي # عن جهله و خطاب من لا يفهم‌ [2]

روي أن عيسى عليه الصلاة و السلام، أتى بأحمق ليداويه، فقال: أعياني مداواة الأحمق و لم يعيني مداواة الأكمه‌ [3] و الأبرص‌ [4] .

و قال الحجّاج: أنا للعاقل المدبّر أرجى منّي للجاهل المقبل.

و قيل: أنك تحفظ الأحمق من كل شي‌ء إلا من نفسه، و تداويه إلا من حمقه.

تعب العاقل و استراحة الجاهل‌

قيل لحكيم: من أنعم الناس عيشا؟فقال: من كفى أمر دينه، و لم يهتم لأمر آخرته.

قال أبو علي كاتب بكر:

من رزق الحمق فذو نعمة # آثارها واضحة ظاهره

يحطّ ثقل المرء عن نفسه # و الفكر في الدنيا و في الآخرة

و قال آخر (المتنبّي) :

ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله # و أخو الجهالة في الشّقاوة ينعم‌

موصوف بالعقل‌

كان ابن المقفع و الخليل‌ [5] يحبّان أن يجتمعا. فاتفق التقاؤهما، فاجتمعا ثلاثة أيام يتحاوران. فقيل لابن المقفع: كيف رأيته؟فقال: وجدت رجلا عقله زائد على علمه.

و سئل الخليل عنه، فقال: وجدت رجلا علمه فوق عقله.

قال بعض العلماء: صدقا فإن الخليل مات حتف أنفه في خص‌ [6] و هو أزهد خلق اللّه، و تعاطى ابن المقفع ما كان مستغنيا عنه حتى قتل أسوأ قتلة.

قال الصنوبري:

فإن يلتمس يوما حجاكم فإنّكم # جبال الحجا لكنّكم أبحر الجدوى‌ [7]


[1] يستطبّ به: يداوى به و يعالج.

[2] العذل: اللوم-يرعوي: المضارع من ارعوى أي ارتدع و أقلع عن...

[3] الأكمه: الأعمى.

[4] الأبرص: المصاب بالبرص و هو مرض يحدث في الجسم كله قشرا أبيض و يسبب للمريض حكّا مؤلما.

[5] الخليل: (هنا) هو الخليل بن أحمد من أئمة اللغة و واضع علم العروض.

[6] الخصّ: البيت من قصب أو شجر، جمع خصوص.

[7] حجاكم: الحجى: العقل-الجدوى: العطاء.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست