نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 265
و أتناول شرابا، فجاء صاحبه يوما و هو بين شطار، فقال: من هؤلاء؟قال: فتيان الخلد يحبونني قبل رءوسهم. فقال: أنت حر لوجه اللّه إن شئت. فقال: يا أحمق لو شئت لهربت منذ زمان. فحمله إلى النخاس فقال له النخاس: ما اسمك؟قال: كنيتي أبو علي. قال: ما تحسن؟قال: أعلم الجراحات السقيمات و السليمات و أعلّم البنين الإجارة و البنات التقحب [1] . أنا أخبث من قرد و أنوم من فهد و أروع من ثعلب و أنقب من جرذ و أسرق من سنّور و ألصّ من عقعق [2] . فقال النخّاس: بكم أبو علي الكثير المحاسن؟فقال: بما شئت.
فقال النخاس: بعشرين درهما، فقال صاحبه: إنه يقع عليّ بجملة، فقال العبد: انظر إلى أخي القحبة كأنني خير من يوسف بن يعقوب و قد باعه إخوته بثمانية عشر درهما و مع أخي القحبة فضل درهمين، فباعه منه. فالتفت أبو علي إلى النخّاس و قال: أم من لا يندمك ألف قحبة.
و قال الجاحظ: اشتريت عبدا بمائة درهم فاسترخصته فتعشيت سمكا و نمت فاستدعيت منه ماء، فقال: أسكت، تأكل السمك و تشرب عليه الماء ليتولّد منه كذا و كذا، و امتنع فلما اشتد عطشي قمت و شربت فقال: يا مولاي احمل معك حتى أشرب أنا أيضا.
و قال رجل لعبد: أشتريك، فقال لا. لأني آكل فارها و أمشي كارها. و قيل لآخر: فقال:
أنا إذا جعت أبغضت قوما و إذا شبعت أحببت نوما، و قال: رجل لغلامه: اذهب إلى المنزل و احمل الشمع لأعود به إلى البيت، فقال: أنا لا أجسر تعال معي حتى أحمله فانصرف معك.
و ذكر دغفل النسابة المماليك، فقال: هم عز مستفاد و غيظ في الأكباد، قال اليعقوبي:
لي حمار و غلام # و هما يغتلمان
فحماري يعشق الأتن # و ذا رخو العجان
لو بهذا عفّ هذا # لاستراح الثّقلان
الغلام المتعاطى معه
قال رجل لغلام صديق له و قد شاخ ما حالك؟قال: مولاي ينيكني منذ كذا و كذا سنة بالحجة، و ذلك أنه يفعل في كل يوم، فإذا قلت يا مولاي قد شخت يقول يا بغيض من أمس إلى اليوم.
و قال رجل لغلام له قد التحى: أخرج من داري، فقال: رد إلي ما أخذت منّي خدّا أملس و فقحة [3] ضيقة.
و حلف رجل على غلام لأضربنّك، فاستعفاه الغلام، فقال: أ تراني أعصي اللّه فيك، فقال: طالما عصيت اللّه في تعاطيك معي فخجل الرجل من أصحابه.