نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 250
يشدّ البغل في الخان # و يلقى خرجه برّا
و قالت امرأة لزوجها: لأشكّونك إلى القاضي. فقال الرجل: الحل على حرام ثلاثا إن لم أكن نكت القاضي. فولولت المرأة و ذهبت إلى القاضي و قصّت عليه القصة. فقال:
ارجعي إلى داره فقد كان عارما [1] في صغره فقالت: ناكك و ربّ الكعبة. قال ابن عروس:
و خبرت أنّك قاضي البلاد # فسبحان من حكمه يعدل
و كيف يدير أمر البلاد # فتى أمر منزله مهمل
كفى من تواضعه أنّه # لسائسه أبدا أسفل
المهجوّ متّهم بالجهل
قال الصاحب في قاض: يخبط العشواء و يحكم حكم الورهاء [2] و يناسب أخلاق النساء. و رفع إلى المأمون في قاض أنّ فلانا يعضّ الخصوم، فوقّع ليشنق، و نحوه كان أحمد بن الخصيب إذا ضجر ممن يناظره رفسه فقال فيه شاعر يخاطب المتنصر:
قل للخليفة يا ابن عم محمد # أشكل وزيرك أنّه ركّال
قد نال من أعراضنا بلسانه # و لرجله عند الصدور مجال
قال المصيصي:
أفّ لقاض لنا وقاح # أضحى بريئا من الصّلاح
و ليس في الرأس منه شيء # يدور إلا أبو رياح
من يحكم و هو الظالم
قال شاعر:
و الخصم لا يرتجى النجاح له # يوما إذا كان خصمه القاضي [3]
و قال آخر:
و من المظالم أن ولّيـ # ت على المظالم يا فزاره [4]
و حكي أن ملكا خرج له خرّاج عجز الأطباء عن معالجته، فقال يوما: إنكم تغشونني، فإن داويتموني و إلا قتلتكم، فأجمعوا على أن يقولوا: إنّ دواءك أن تأخذ صبيا