نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 25
الحدّ الأوّل في العقل و العلم و الجهل و ما يتعلّق بها
(1) فيما جاء في العقل و الحمق [1] و ذمّ اتباع الهوى
ما يحدّ به العقل و بنوه و الحمق و ذووه
قيل: العقل الوقوف عند مقادير الأشياء قولا و فعلا و قيل النظر في العواقب و قال المتكلّمون اسم لعلوم إذا حصلت للإنسان صحّ تكليفه.
و قيل: العاقل من له رقيب على جميع شهواته. و قيل: من عقل نفسه عن المحارم، و لذلك لم يصح وصف اللّه تعالى به.
و الحمق قلّة الإصابة و وضع الكلام في غير موضعه، و قيل: فقدان ما يحمد من العاقل.
مدح العقل و ذمّ الحمق
قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: ما اكتسب ابن آدم أفضل من عقل يهديه إلى هدى، أو يرده عن ردى.
و قيل: الحمق يسلب السلامة و يورث الندامة و العقل وزير رشيد و ظهير سعيد، من أطاعه أنجاه، و من عصاه أرداه.
و قيل: لو صوّر العقل لأضاء معه الليل و لو صوّر لأظلم معه النهار.
و قال المتنبّي:
لو لا العقول لكان أدنى ضيغم # أدنى إلى شرف من الإنسان
حاجة الفضائل إلى العقل
قيل: العقل بلا أدب فقر، و الأدب بغير عقل حتف. و قيل: بلوغ شرف المنزلة بغير عقل أشفاء على الهلكة. و قيل: من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه، كان حتفه في أغلب خصال الخير عليه.