responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 235

أَصْوََاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ اَلنَّبِيِّ وَ لاََ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ [1] ، و قال حكيم لابنه: إياك أن تصحب السلطان بالجراءة عليه، و التصغير لقدره، و التهاون بأمره، و لتكن صحبتك له كصحبتك للأسد الضاري، و الفيل المغتلم‌ [2] ، و الأفاعي القاتلة، و قالت الحكماء: من حقّ من هازله السلطان و ضاحكه ثم دخل عليه أن يدخل عليه دخول من لم يجر بينهما أنس قطّ و أن لا يترك الأحلال له، فإنّ أخلاق الملوك ليست على نظام.

استعمال الوقار في مجلس السلطان‌

كان أبو القاسم الكعبي المتكلّم في مجلس أمير خراسان، فسقط من السطح طست فتزلزلت منه عرصة [3] الدار فلم يلتفت أبو القاسم إلى الأمير، فقال الأمير: لا يصلح لوزارتي إلا هو، و أراد عبد الملك أن يجرب الحجّاج فأمر بأن يدخل في سراويله عقارب، فكانت تلدغه و لم يشتغل بها عن محادثة عبد الملك.

ترك عظيم غير السلطان في مجلسه‌

دخل أبو مسلم على السفاح‌ [4] و سلم عليه فطرح له متكأ و أبو جعفر [5] قريب منه فقال السفاح: يا أبا مسلم هذا المنصور. فقال: يا أمير المؤمنين هذا موضع لا يقضى فيه غير حقّك.

وجوب الأعضاء في مجلس السلطان‌

قيل: أهدي إلى ملك الهند ثياب و حلى، فدعا بامرأتين و خيّر أحظاهما عنده بين اللباس و الحلي. و كان وزيره حاضرا، فنظرت المرأة إليه كالمستشيرة فأشار بعينه إلى اللباس، و لحظه السلطان فاختارت الحلى لئلا يفطن الملك للإشارة و مكث الوزير أربعين سنة كاسرا عينه ليظنّ الملك أن ذلك عادته، و قيل: من داخل السلطان فيحتاج أن يدخل أعمى و يخرج أخرس.

المتجنب الكلام الموهم في مخاطبة السلطان‌

قال اللّه تعالى: لاََ تَجْعَلُوا دُعََاءَ اَلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعََاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً [6] (الآية) ، و قال اللّه تعالى: لاََ تَرْفَعُوا أَصْوََاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ اَلنَّبِيِّ [7] ، و ذمّ قوما من سفهاء بني تميم أتوا


[1] القرآن الكريم: الحجرات/2.

[2] المغتلم: المنقاد للشهوة من فعل ثلاثي غلم-اغتلم الشراب: اشتدت سورته، اغتلمت الأمواج: اشتدت.

[3] عرصة الدار: ساحة الدار و كل بقعة ليس فيها بناء.

[4] السفّاح: أول خليفة عباسي و كان كثير السفح أي سفّاكا للدماء، و السفّاح أيضا الكثير العطاء و المقتدر على الكلام.

[5] أبو جعفر: يريد أبا جعفر المنصور الذي ولي الخليفة بعد السفّاح.

[6] القرآن الكريم: النّور/63.

[7] القرآن الكريم: الحجرات/2.

نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست