نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 218
اعتذار طالب رئاسة تعذّرت عليه
قال رجل عند معاوية: عجبا لعليّ كيف طلب الخلافة؟فقال معاوية: اسكت فما كان في خطبتها، إلا كما قال الشاعر:
لئن كان أدلى دلوه فتعذّرت # عليه و فاتت رائدا فتخطّت
فما رغبة عنه تخطّت حباله # و لكنّها كانت لآخر حطّت
و قيل لرجل خطب ولاية من أمير: ما ولاّك الأمير؟فقال ولاّني ظهره و أعطاني منعه و حماني نفعه. و ربّ ساع لم يدرك المنى، و حال بينه و بين مطلوبه القضاء.
مدح الإمارة و الرخصة في الولاية
روي أن رجلا ذمّ الإمارة عند النبي صلى اللّه عليه و سلم، فقال عليه الصلاة و السلام: نعم الشيء الإمارة، لمن أخذها بحقها.
و قال بعضهم: لو لا الحظ في الولاية لما قال نبيّ اللّه يوسف عليه السلام لكافر:
اجعلني على خزائن الأرض أني حفيظ عليم. و قال بزرجمهر: أغبط الناس الملك الحازم المظفر. و قيل: حبّذا الإمارة و لو على الحجارة. و قيل لبعضهم: ما السرور؟قال: رفع الأولياء و حطّ الأعداء، و طول البقاء مع القدرة و النماء.
و قيل لآخر: فقال اللواء المنشور، و الجلوس على السرير، و السلام عليك أيها الأمير.
مدح الاشتغال و ذمّ الفراغ
قيل: العطلة موت الحال، و طالت عطلة دينار ثم عرض عليه شغل، فشاور الموبذ في ذلك، فقال: اعلم أن العطلة سكون، و الحياة حركة، فإن استطعت أن تخرج من حيز الأموات إلى حيز الأحياء فافعل.
و قيل: إذا كان الشغل مجهدة فالفراغ مفسدة. و قال أكثم: ما يسرني أني مكفي كل أودي. فقيل له: و لم؟قال: أكره طاعة العجز و ذلك أن مع الكفاية العجز و البلادة، و مع الحاجة الفطنة و الشهامة.
ذمّ الولاية و التزهيد فيها
روي أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لعمّه العباس رضي اللّه عنه: يا عمّ نفس تحييها خير من إمارة تحصيها.
و قال صلى اللّه عليه و سلم: ستحرصون على الإمارة ثم تكون حسرة و ندامة يوم القيامة. فنعمت المرضعة و بئست الفاطمة.
و لما ولي أبو بكر رضي اللّه عنه خطب الناس فقال: أن أشقى الناس في الدنيا و الآخرة الملوك. فرفع الناس رءوسهم، فقال: ما لكم إن الرجل إذا صار ملكا زهّده اللّه
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 218