نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 173
و قال رجل لمفت بالبصرة: أسلمت ثوبا إلى الحائك فالدقيق على من يجب؟فقال:
الدقيق و لعنة اللّه على الحائك.
من استفتى في سخف فأجاب بمقتضاه
قيل لعالم: ما بال عانة المرأة تنبت اكثف، فقال لقربها من السما و تسقى من عسل.
و قيل: ما بال أستاههن لا شعر عليها و على إستاء الرجال الشعر؟فقال: لأن أستاه الرجال حمى و أستاه النساء مرعى.
و قال عبادة عند المأمون ليحيى بن أكثم: علّمني فرائض الصلب فإني أشتهيها فقال المأمون و تبسم ما تقول في مسألته، فقال: قد أخطأ ما كان يجب أن يسأل عن هذا في الصبا. أ ما سمع قول الشاعر:
فإن من أدبته في الصبا # كالعود يسقى الماء في غرسه
إنما يعلم الحديث بشرط أن يكون وضيئا زكيا سهل الأخلاق فإن كان له ابن بهذا الشرط علمناه، فقال عبادة: لو دخلت في صناعتنا لم يقربك أحد. فقال يحيى: و أنا خارج منها و ما بأحد على قوّة.
و استفتى ابن فريعة في رجل دخل الحمام و قعد على الحوض ضرط فيه فتحول الماء زيتا فكتب أخلق بذلك أن يكون عبثا باطلا و كذبا و عليهما أن يعلما المبتاع بنجاسة منشئه و قذر مبدئه، ليستعمله في أسرجته [1] دون أطعمته و السلام.
(17) و ممّا جاء في الخطبة و قراءة القرآن
ما يحتاج إليه في الخطبة
قيل: يجب أن يكون الخطيب رابط الجأش ساكن الجوارح، قليل اللحظ متخيّر اللفظ جهير الصوت، و أن يضع في صدر كل خطبة من النكاح و العيد و الصلح ما يدل على عجزها، و أن يكون فيها آيات و إلا كانت شوهاء، و لذلك قال عمران بن حطان: أول خطبة خطبتها عند زياد، فقال: هذا الفتى أخطب الناس. لو كان في خطبته شيء من القرآن و ليس من السنّة التمثل فيها بالشعر.
و قال الجاحظ: يجب أن يفرق بين صدر خطبة النكاح، و خطبة العيد و خطبة الصلح، و كانوا يحمدون الجهير الصوت و يذمّون ضئيله.
[1] الأسرجة: جمع سراج و هو إناء يجعل فيه زيت أو نحوه فيصعد في فتيلة، فيستضاء به عند ما تمسّه النّار.
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 173