صعوبة حفظ السرّ
قيل: أصبر النّاس من صبر على كتمان سرّه فلم يبده لصديقه. الصّبر على التهاب النار أهون من الصّبر على كتمان السرّ.
عيب من لا يحفظ سرّه و يستحفظه غيره
و قال الشاعر:
إذا ضاق صدر المرء عن سرّ نفسه # فصدر الذي يستودع السرّ أضيق
و قال بشّار:
تبوح بسرّك ضيقا به # و تبغي لسرّك من يكتم
و قال دعامة بن يزيد الطائي:
إذا ما جعلت السرّ عند مضيع # فإنّك ممّن ضيّع السرّ أذنب
ذمّ مفش سرّه
قيل: فلان أنمّ [1] من النسيم على الرياض، و من العين منها الصفو و الكدر، و قيل:
و هو أضيع للأسرار من الغربال للماء.
قال الشاعر [2] :
أ غربالا إذا استودعت سرّا # و كانونا على المتكلّمينا
و قال آخر:
أمنت على السرّ امرأ غير حازم # و لكنّه في النّصح غير مريب
أذاع به في النّاس حتّى كأنّه # بعلياء نار أوقدت بثقوب
و قال ابن الرومي:
كان سرّي في أحشائه لهب # فما تطيق له طيا حواشيها
الأحوال التي يفشو فيها السرّ
قال يحيى بن خالد: الرجل ينبئ عن نفسه في ثلاثة مواضع: إذا اضطجع على فراشه، و إذا خلا بعرسه [3] ، و إذا استوى على سرجه.
و قيل: إذا أردت أن تنزل الرجل عن سرّه، فتوصّل إليه من حال سكره:
[1] أنم من النسيم: أي أكثر وشاية.
[2] صاحب البيت هو الأخطل، هجا به امرأة أبيه و عيّرها بفضح الأسرار و باللسان السليط.
[3] العرس: الزوجة.