فوثب إليه الخدم ليضربوه فمنعتهم، و قالت: إنه قصد مدحا و أراد ما يقول الناس شمالك أجود من يمينه، فظنّ أنه إذا ذكر الرّجل كان أبلغ و قد حمدنا ما نواه و إن أساء فيما أتاه.
و مدح شاعر أميرا فقال:
أنت الهمام ابن الهما # م الواسع ابن الواسعة
فقال: من أين عرفتها قال قد جرّبتها، فقال: أسوأ من شعرك ما أتيت به من عذرك.
شاعر مغلوب بشعر ركيك
أتى أبو الشمقمق بشّارا [3] فقال: يا أبا معاذ أعطنا شيئا وصل إليك من السلطان، فقال: أ تسألني و أنا شاعر؟فقال: نعم إني مررت بالصبيان و هم يقولون:
إنّما بشّار فينا # مثل تيس في سفينه
فرفع مصلاه عن ثمانمائة درهم و أعطاها له، و قال له: لا تكن راوية للصبيان بعد هذا.
[2] زبيدة: زوجة هارون الرشيد[ (145 هـ-762) 216 هـ- (83 م) ].
[3] بشارا: يعني بشّار بن برد من كبار الشعراء في مطلع العصر العبّاسي و كان مولى لبني عقيل. و هو أحد الشعراء المطبوعين و هو لا يقلّ منزلة عن أبي نواس. و كان متهما بالزندقة (انظر الشعر و الشعراء لابن قتيبة و وفيات الأعيان لابن خلّكان رقم 110) .
نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 122