نام کتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 105
لبداهته. و قال الحجّاج: من لم يخف الجواب تكلّم، و من خافه تبكّم.
قال الشاعر:
ما أحرّ الكلام يرحمك اللّه # و لكنّ أحرّ منه الجواب
إضجاع القسيّ، و الاعتماد عليها في الخطاب
و ما جاء من الأجوبة الجيّدة فهي مذكورة في أمكنتها المختصّة بها. كانت العرب إذا اجتمعت للمناظرة و المفاخرة يضجعون قسيّهم و يعتمدون عليها.
و قال الحطيئة في مرثية:
أم من لخصم مضجعين قسيّهم # ميل خدودهم عظام المفخر
و قال:
إذا اقتسم النّاس فضل الفخار # أطلّنا على الأرض ميل العصا
(9) و مما جاء في وصف الشعر و الشعراء
الرخصة في نسج الشعر و إنشاده
قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لحسان بن ثابت: أهجهم و روح القدس معك. و قد مدحه غيره شاعر فحباه و أجازه [1] . و كان أبو بكر و عمر رضي اللّه عنهما شاعرين و عليّ رضي اللّه عنه أشعر منهما، و لما قال الجعديّ فيه صلى اللّه عليه و سلم:
بلغنا السما عن جدّنا و جدودنا # و إنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال له النبي صلى اللّه عليه و سلم: إلى أين؟فقال: إلى الجنّة يا رسول اللّه قال صلى اللّه عليه و سلم: لا فضّ فوك.
و روى أبو الغطريف الأسدي عن جدّه قال: عدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم في مرضه الذي مات فيه، فسمعته يقول: لا بأس بالشعر لمن أراد انتصافا من ظلم و استغناء من فقر، و شكرا على إحسان.
و عاب بعض النّاس الشعر عند ابن عبّاس، و كان قد قام إلى الصلاة فقال:
إن يصدق الطّير ننك لميسا
ثم قال عقيبه: اللّه أكبر و دخل في الصلاة. و قال أبو بكر رضي اللّه عنه كنت عند النبي صلى اللّه عليه و سلم و شاعر عنده ينشده، فقلت له: أشعر و قرآن؟فقال هذا مرّة و هذا مرّة.