responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجاني الادب في حدائق العرب نویسنده : لويس شيخو    جلد : 6  صفحه : 159
خمرية أبي الحفص الفارضي وشرحها للشيخ حسن البوريني

شربنا على ذكر الحبيب مدامة ... سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم
(شربنا) أي معاشر السالكين في طريق الله تعالى. (على ذكر الحبيب) أي المحبوب وهو الحق تعلى. وقد يراد (بالذكر) الذكر باللسان أو بالقلب والجنان. وأشار إلى أن ذكر الله عنده من أقوى أسباب الطرب. (مدادمة) أي خمرة. والمعنى هنا شراب المحبة الإلهية الناشئة من شهود آثار الأسماء الحمالية لمحضرة العلية. وقوله (سكرنا) أي غبنا لذة وطربا بنشأة تلك الخمرة. وقوله (من قبل أن يخلق الكرم) يشير إلى قول القائل: ألست أنا ربكم قبل أن يخلق الكرم إلى الوجود.

لها البدر كأس وهي شمس يديرها ... هلال وكم يبدو إذا مزجت نجم
هذا البيت عجيب في بابه فإنه مشتمل على ذكر ألفاظ يناسب بعضها بعضا وهي البدر والشمس والهلال والنجم وكذلك الكاس والإدارة والزج. وقول: لها البدر كاس أي قلب العالم المحقق العامل (وهي شمس) أي المدامة المراد بها المعرفة الإلهية التي تفيض أنوارها في جميع الكائنات تشبه الشمس في طلوعها وإشراقها. وقوله يديرها أي ينشر أسماء تلك الحضرة الإلهية وصفاتها. وقوله هلال هو ذاك البدر إلا أنه محتجب.

ولولا شذاها ما اهتديت لحانها ... ولولا سناها ما تصورها الوهم
يقول: لولا روائح تلك الحضرات لما اهتديت إلى الأسماء الحسنى والصفات العليا لأن عبيرها عطر الأكوان. وقوله: لولا سناها إلخ كنى به عن النور الروحاني الذي بضوئه أدرك الإنسان حقيقة الوجود الإلهي.

ولم يبق منها الدهر غير حشاشة ... كأن خفاها في صدور النهى كتم
يقول: إن زخارف الدنيا تشغل القلوب الغافلة عن النهوض إلى شهود تجليات الحق. ويشبه خفاء تلك الحقيقة عند العقول البشرية خفاء الأسرار وكتمها في صدور الذين أوتوا العلم الإلهي
فإن ذكرت في الحي أصبح أهله ... نشاوى ولا عار عليهم ولا إثم
يعني إن ذكرت تلك الحضرة عند المتأهلين بالاستعداد لقبول أنوار الفيض الرباني فيصبحون سكارى ويغيبون عن أوهامهم في التحقق بمعاني الجلال
ومن بين أحشاء الدنان تصاعدت ... ولم يبق منها في الحقيقة إلا اسم
يقول: إنه بتقاصر الهمم الروحانية على نيل هذه ولانحراف قلوب البشر أخنفت
نام کتاب : مجاني الادب في حدائق العرب نویسنده : لويس شيخو    جلد : 6  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست